طرطوس_ رفاه نيوف:
تشكل زيارة وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني إلى روسيا، إحدى المحطات المهمة، لفتح قنوات للتواصل بين سوريا وروسيا، دون التنازل عن حقوق سوريا السيادية، و في إطار المصالح المشتركة بين البلدين.
من هنا يؤكد المحلل السياسي الدكتور باسل خراط أن سوريا الآن تعيش حالة من إعادة التموضع الإقليمي والدولي، وترتيب الأوراق السياسية التي تضع مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار، مستندة إلى تضحية شعبنا وما قدمه على مدى سنوات في طرد النظام البائد و أدواته الرخيصة.
وبدأت تتشكل ثقافة الانتماء الوطني الحقيقي والمصالح الوطنية الحقيقية، ومن هذا الجانب تعمل الآن القيادة السورية الجديدة على تشكيل تحالفات جديده عربياً وعالمياً، وكسر كل الخطوط الحمراء التي كان يضعها النظام السابق حول العلاقه مع الإخوه العرب والعلاقة مع الغرب وحتى الآن مع روسيا.
فعلى الرغم من أن معظم الشعب السوري يرى أنه كان هناك دعم روسي واضح للنظام البائد، إلا أنه يتم الآن تغليب مصلحة الوطن ومصلحة مستقبل سوريا ومستقبل المنطقة على كل هذه المشاعر الصادقة والمحقة.
وبين خراط أنه في بناء الدول يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الدول تبنى على مصالح شعبها و مصالح أهلها، وأن تكون جزءاً من أمة ترى فيها التعاضد والتكاتف والتراحم.
ومن هذا الرأي كان لابد من الانفتاح على روسيا وإعاده ترتيب الأوراق معها، مع وجود قاعدة عسكرية روسية على أراضي الجمهورية العربية، ولا بد من معالجة مستقبل العلاقة ومستقبل وجود هذه القاعدة والغايات التي أنشئت من أجلها.
من هنا نقول: إن هذه الزيارة هي كسر لمقولة إننا متموضعون في خندق واحد، نحن الآن انطلقنا إلى رسم السياسية العالمية على مبدأ المصالح، ومبدأ أن نكون منفتحين على الآخر ، و أن يكون الحوار هو سيد الخطاب بيننا وبين الآخرين، وأن تكون المصلحة المشتركة هي العنوان لأي لقاء بيننا وبين أي دولة أو أي طرف من الأطراف الإقليمية والدولية.
نحن الآن نمثل حالة من الأمة العربية، حالة من التكاتف والتعاضد مع الأشقاء العرب، ويجب أن يكون هناك بناء ثقة بين المواطن وحكومته، ونؤمن بأن هذه السياسة لخدمة مصالح الشعب وعلى هذا الأساس يمكن أن نثمن زيارة وزير الخارجية إلى روسيا، عسى أن تحمل في طياتها صفحة جديدة لبناء علاقات متوازنة مع الجانب الروسي .