بيت القصيد…

ثورة أون لاين_ بقلم رئيس التحرير: علي قاسم: لم تخرج المداولات الغربية المقدمة في مؤتمر جنيف عن السياق الذي يحكم مواقفها وإن عدلت جزئياً من مسارها، وخصوصاً حين حملت أجندتها المسبقة،

ودفعت بها إلى الطاولة لتعيد الكرة إلى الملعب الأول، وكأن كل ما سبق لم يكن أكثر من بوابة للعودة إلى الضفة القديمة والتمسك بأوراق تلفت وتجاوزها الزمن.‏

من الصعب هضم المعادلات التي أصرّت واشنطن ومن استقوت بهم من العرب والأوروبيين على التمسك بها لفرض معايير جديدة، تريد من خلالها المماحكة بمسلمات لم يعد أحد يقبل حتى النقاش حولها، لأنها طوال الأشهر‏

الماضية استهلكت وأعيد استهلاكها ولاكتها الألسن والأفكار دون طائل.‏

اللافت في تلك المعايير أنها حاولت حتى النهاية تدوير الزوايا لالتقاط تفاصيل تستطيع من خلالها افتعال المزيد من العقبات أمام مهمة السيد كوفي أنان، وخصوصاً لجهة الافتراضات المتواترة في حين كانت على الأرض تعمل‏

على دعم المسلحين وتوفير المناخ الملائم لشن المزيد من العمليات الإرهابية.‏

عند هذه النقطة تبدو كل المقاربات المقدمة ليست أكثر من قراءة متعجلة لا يمكنها إعادة صياغة معادلة جديدة دون الاصطدام بتلك العقبات، لأن المعضلة الأساسية التي حاولوا تجاهلها تظل في هذا الوجود المسلح والمدعوم‏

من أطراف عربية وإقليمية وبمباركة أميركية واوروبية وأحياناً بمشاركة مباشرة في هذا الدعم.‏

قد لا يكون من العسير قراءة تلك المحاولات الهادفة إلى القفز فوق هذه الحقيقة تحت مسميات تختلف باختلاف السياق الذي ينتجها.. والواضح أن المسعى الغربي إلى اللعب على الألفاظ دفع بالكثير من المفردات المستوردة‏

من خارج ما هو مطروح، لتضيف عقبات جديدة، وخصوصاً حين تتحرك وفق نسق من أوامر العمليات التي باتت جزءاً أساسياً من المشكلة وقد تكون في بعض تجلياتها المشكلة كلها.‏

وكانت إشارة السيد كوفي أنان واضحة عن ذلك الدور الذي لا يعرقل فحسب، بل شريك في العنف كما هو شريك في سفك الدم السوري، كما أن إقرار الغرب عموماً بالعجز عن التقاط الزاوية المناسبة للمقاربة المطلوبة‏

يشكل بدوره إضافة تميط اللثام عن الكثير من النقاط الغامضة. أو غير الواضحة في هذا السعي المحموم للاستمرار.‏

لذلك فإنه من الطبيعي أن تقرأ هذا الانقباض في ملامح الكثير من الوزراء الغربيين المشاركين، التي لم تنفع معها محاولة كلينتون وفابيوس القفز فوق وثيقة جنيف وهو يعكس أن مقارباتهم لم تكن بالشكل الذي خططوا له،‏

حين بدوا أنهم مطالبون – وربما لأول مرة – بممارسة دور أغفلوه أو تجاهلوه وعمدوا إلى المداورة حوله وخصوصاً ما يتعلق بوقف دعم المسلحين.‏

ربما لا يكون الافصاح الذي قدمه أنان كافياً لوضع النقاط على الحروف بخصوص هذا الدور، لكنه يفتح ثغرة في حائط ظل موصداً بوجه المحاولات الجارية منذ بداية الأزمة.. والمتغير الأساسي أن الصوت الذي يشير إلى ذلك‏

الدور بات اليوم مسموعاً، وبالفم الملآن وإن كانت المعضلة القادمة .. ربما .. كيف يتم تحقيق ذلك، بل ما الطريقة للتأكد منه.‏

ورغم الإصرار على إعادة طرح المداولات ذاتها ومن زاوية محاكاتها للأجندات الخاصة والمعدة مسبقاً، فإن الخروج العلني لأول مرة بإدراك الدور الذي تلعبه الأطراف الخارجية في تأزيم الموقف وتأجيج الأزمة، يشكل مقدمة‏

تصلح للقياس عليها مستقبلاً.‏

بين هذه وتلك تبدو المقاربة الصحيحة أن السوريين هم الذين يحدّدون مستقبلهم.. وهو توثيق جديد يضاف إلى أوراق الدبلوماسية الهادئة التي تمكنت من تحقيق اختراقات حقيقية في تسمية الأشياء بمسمياتها والحديث الصريح‏

عن المسلحين وداعميهم ليكون هذا الإقرار خطوة نحو مقاربات جديدة.‏

في مطلق الأحوال يبقى بيت القصيد الأساسي أن هناك أطرافاً لا بد أن تعيد مقارباتها.. ولابد أن تبدل في تدوير الزوايا مجدداً.. ولا بد أن تدقق في قراءة تفاصيل المشهد.‏

هذه هي القراءة الأولية وثمة قراءات كثيرة أهدرتها أطراف وقوى يبدو أنها مصرّة على المزيد منها في الوقت الضائع، بل تذهب بعيداً في رسم تخيلات وأوهام لا جدوى من التعاطي معها ولا حتى الأخذ بمعاييرها أو معطياتها الآن.. ولا في المستقبل!!‏

 

a.ka667@yahoo.com ‏
 

آخر الأخبار
بالتعاون  مع "  NRC".. "تربية" حلب تنهي تأهيل مدرسة سليمان الخاطر مزايا متعددة لاتفاقية التعاون بين المركز القطري للصحافة ونادي الإعلاميين السوريين تعزيز التعاون السوري – الياباني في مجالات الإنذار المبكر وإدارة الكوارث   تطبيق السعر المعلن  تطبيقه يتطلب مشاركة التجار على مدى يومين ...دورة "مهارات النشر العالمي" في جامعة اللاذقية مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الرئيس الشرع في “60 دقيقة.. الشرع يقدّم نموذج القيادة السورية: صراحة في المضمون وحنكة في الرد إعادة الممتلكات المصادرة  لأصحابها تعيد الثقة بين الحكومة والمواطنين افتتاح مشروع لرعاية أطفال التوحد ومتلازمة داون بمعرة مصرين "تموين حلب" تبحث ملفات خدمية مشتركة مع "آفاد" التركية من دمشق إلى أنقرة... طريق جديد للتعاون مشاركة سورية في حدث تكنولوجي عالمي بعد غياب لسنوات إعلام بريطاني: خطة ترامب هشة وكل شيء اختفى في غزة جائزة نوبل للسلام.. من السلام إلى الهيمنة السياسية هل يستطيع ترامب إحياء نظام مراقبة الأسلحة الاستراتيجية؟ منطقة تجارية حرة.. مباحثات لتعزيز التعاون التجاري بين سوريا وتركيا التنسيق السوري التركي.. ضرورة استراتيجية لمواجهة مشاريع التقسيم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في إطار تنفيذ اتفاق غزة بين دمشق وبرلين.. ملف ترحيل اللاجئين يعود إلى الواجهة الخارجية تفعّل خطتها لتطوير المكاتب القنصلية وتحسين الخدمة للمواطنين