الثورة – جهاد اصطيف:
شهدت أزقًّة وشوارع مخيم حندرات في محافظة حلب لحظة طال انتظارها، إذ أضاءت المصابيح من جديد بعد انقطاع استمر أكثر من أربعة عشر عاماً، في خطوة وصفت من قبل الأهالي بـ”عودة الحياة” إلى المخيم، بفضل التعاون الوثيق بين الشركة العامة لكهرباء محافظة حلب وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي “UNDP”.
إنجاز تقني
جاء تنفيذ هذا المشروع الحيوي، وفق البيان الصادر عن الشركة العامة لكهرباء حلب، بعد أن اعتمد المشروع على إعادة تأهيل مركز هوائي عام باستطاعة 400 ك.ف.أ، مع استبدال المحولات والكابلات التالفة وإعادة تأهيل الشبكة الداخلية للمخيم، رغم مواجهة فرق العمل تحديات كبيرة، تمثلت في تضرر البنية التحتية نتيجة الحرب، والحاجة إلى إعادة توزيع الأحمال الكهربائية بما يضمن استقرار التغذية وعدم انقطاعها.
وأشار البيان إلى أن المشروع جاء بتمويل كامل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ضمن خطة دعم المجتمعات المحلية وإعادة تأهيل البنى التحتية في المناطق الأكثر تضرراً، مؤكداً أن هذه المبادرة ليست فقط لإضاءة الشوارع والمنازل، بل هي لإعادة الأمان والحياة الطبيعية للسكان.
أثر مجتمعي واقتصادي
من جانبهم، بيّن عدد من أهالي المنطقة، أن إعادة الكهرباء ستسهم في تحريك عجلة الحياة الاقتصادية في المخيم، من خلال تمكينهم من تشغيل ورشهم ومحالهم التجارية، وإعادة فتح المدارس ومراكز الخدمات ليلاً، كما ستعزز هذه الخطوة الأمان المجتمعي وتحد من المخاطر التي كانت تواجه السكان في فترات الليل، على حد وصفهم، معبّرين عن امتنانهم لكل من ساهم في هذا الإنجاز، إذ وصف الحاج أبو محمد المشهد قائلاً: منذ سنوات لم نرَ المخيم مضاء بهذا الشكل، كأننا عدنا إلى أيام ما قبل الحرب.
بهذه الخطوة، لم تعد الإنارة مجرد خدمة، بل تحولت إلى رمز أمل يعكس إرادة الحياة لدى أبناء مخيم حندرات، ورسالة واضحة أن الظلام مهما طال، فإن النور قادر على العودة.