حين تحترق الأصابع..!!

ثورة أون لاين: بقلم رئيس التحرير عـــلي قــاســـــــم : لم يعد خروج الجامعة العربية عن دورها وميثاقها أمراً يستحق التوقف.. وربما قد لا يستوجب حتى التعليق، وهي التي تخلت عن الكثير من بنوده، فيما غيبت ما تبقى منه بما ينسجم مع الأجندات المصنعة لها في الغرف السرية ودهاليز صناعة القرار الغربي. لكن ذلك لا يمنع من التمعن في ذلك القاع الذي تستجرّ إليه العمل العربي، وهي تمارس عربدة سياسية مدفوعة بكثير من الاستطالات المرضية حين وضعت قرارها في أدراج مشيخات الخليج، ورهنت مصيرها بأجندات القوى التي استحدثت لها دوراً لم يكن وارداً ولا هو منصوصاً عليه حتى في الزواريب الهامشية.‏

فإذا كانت جهود الجامعة بما تجرّه من شبهات قد أثمرت في احتضان طيف متآكل من أدوات تعمل لحساب أجندات القوى والأطراف التي تحرّكها، فإنها في واقع الحال وعبر الأشهر الماضية لم تحصد سوى الخيبة, لأنها في الجوهر تصدّت لما هو خارج ميثاقها ودورها، وتفرّغت لإشعال المزيد من الحرائق بالتزامن مع تصعيد في افتعال المعارك التي تطول اليوم أصابعها المشبوهة لإغراق العمل العربي.‏

تحت هذه العناوين يندرج ذلك الجهد.. ووفق معطياتها سيكون التوجه، وخلف الأجندات التي رسمتها ستمضي إلى حيث تواجه اليوم مأزق الهوية التي تشكلها.. ومأزق الانتماء الذي تدّعيه.‏

فالهوية الفعلية للجامعة العربية تبدو اليوم ضبابية، بل تسوق انطباعات غامضة عن ماهيتها، وهي تمارس سلوكها في المشهد العربي، وكأنه الركن الجديد القادم في آليات عملها المستقبلي على قاعدة الدور الجديد المطلوب.‏

فيما الانتماء يواجه معضلة المفاهيم العائمة، والرائجة كانعكاس لملامح الفشل، بما انطوت عليه من استسهال في المتاجرة الرخيصة بحياة الشعوب العربية تحت تلك العناوين التي استلت سهامها المسمومة لطعن الجسد العربي بكل تموضعاته، حتى الجديدة منها.‏

لكن ما عجزت عن استدراكه قبل جنيف سيكون صعباً عليها تعويضه فيما بعده.. حتى لو أعادت المقاربات في ظل أدلة دامغة على مساحات توغّل الأصابع الغربية في تفخيخ دور الجامعة، ومن ثمّ تحضير المسرح العربي للانفجارات الكبرى التي لم تبدأ بعد، وللحرائق التي تمهّد لها، ولم تشتعل بعد!!‏

فالسوابق الخطيرة التي أقدمت عليها الجامعة في الأزمات العربية تضع الكثير من علامات الاستفهام حول الأدوار الشخصية للأمين العام، وثمن الاتفاق المسبق الذي أوصله إلى سدّة الأمانة العامة، وهو يحمل في حقائب الجامعة خطوط التآمر، لتكون الممرات الآمنة للنفاذ إلى الجسد العربي، والذي توازيه بالقدر ذاته تعابير مشيخات الخليج التي قدّمت مقاربتها النهائية لدورها.. والرصيد المتراكم لسنوات التسمين الأميركي والغربي في أمرائها وملوكها حتى تكون التضحية على قدر الحدث وأهميته.‏

بين اشعال الحرائق وافتعال المعارك الوهمية تتضارب تفاصيل الهوية الحقيقية للجامعة العربية، وتتناقض مبررات الانتماء لهذا الجسد العربي، وهي تخوض تلك المعارك وتشعل حرائقها على النسق ذاته من الاستهداف لتكون الأرض العربية من محيطها إلى خليجها ساحة لعبور المتآمرين وبروز أدواتهم.‏

محكومون بانتماء محكوم عليه التناقض مع ما ذهبت إليه الجامعة وأمينها العام.. ومتمسّكون بهوية تبدو غريبة عن تلك التي نراها اليوم بعد أن صادرتها مشيخات الخليج وتزعمتها إمارات النفط.. وفيما هم مشغولون بافتعال المعارك وإشعال الحرائق، يغيب عن أذهانهم أن حرق الأصابع قد بدأ.. وأن المعارك الوهمية تؤذي أصحابها في نهاية المطاف!!‏

وحتى يأتي زمن آخر تعود فيه الجامعة إلى رشدها ويكون من يقودها له من اسمه نصيب، ثمة مساحات كبرى من المفارقات العجيبة التي تطفو على السطح.. لا يستطيع المرء إلا أن يتعقبها ويتابع فصولها ويتساءل: إلى أي درك هم ذاهبون؟! فكل قاع خلفه قاع.. وكل درك تحته درك.. وكل سابقة، ثمة أخرى تلغيها، أو تضيف عليها.‏

 

a.ka667@yahoo.com ‏
 

آخر الأخبار
مصدر عسكري: لا صحة لأي نبأ بشأن انسحاب لوحدات قواتنا بريف دمشق في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء.. الجلالي: الحكومة تمتلك الخبرة والقدرة على التعامل مع الأوضاع الطار... "الطيران المدني": مطار دمشق الدولي يعمل بكامل طاقته القضاء على عشرات الإرهابيين بريفي حماة وحمص وزراء خارجية سورية والعراق وإيران في بيان مشترك: لا خيار سوى التنسيق والتعاون لإبعاد مخاطر التصعيد الإرهابيون يشنون حربا إعلامية لإظهار سيطرتهم على بعض المناطق القيادة العامة للجيش: تنفيذ إعادة انتشار وإقامة طوق أمني قوي على اتجاه درعا والسويداء خطة إستجابة لضبط الأسعار وتأمين المواد.. وزير التجارة: مخزون للقمح يكفي القطاعين العام والخاص 5 مجازر للاحتلال في غزة خلال 24 ساعة أسفرت عن ارتقاء 48 شهيداً الجيش الروسي يواصل تقدمه في عمق الدفاعات الأوكرانية طهران تحمل أمين عام الناتو مسؤولية التدهور الأمني المفروض على العالم كوريا الجنوبية: التصويت على مقترح عزل الرئيس السبت القادم الصين تفرض عقوبات على 13 شركة أميركية تصدّر أسلحة إلى تايوان الرئاسة الروسية: نرحب بكل جهود الوساطة لتسوية الأزمة الأوكرانية موسكو: معاهدة الشراكة والدفاع المشترك مع كوريا الديمقراطية تدخل حيز التنفيذ وزير الخارجية الهنغاري: حجب شبكة قنوات RT الروسية نفاق إنجاز علمي جديد لجامعة دمشق في تصنيف التايمز العربي قيادة الجيش: حفاظاً على أرواح المدنيين في حماة وحداتنا تعيد انتشارها خارج المدينة الطيران الحربي السوري الروسي يدمر أعداداً كبيرة من آليات الإرهابيين في ريف حماة الشمالي ويقضي على ال... ثلاثون طفلاً من ذوي الإعاقة مكرَّماً.. "أيدٍ مبدعة" بازار خيري في صحنايا