الثورة -إخلاص علي:
من جملة أهداف إقامة المعارض تعزيز التفاهم الدولي، وخلق فرصة للتواصل بين أصحاب المهارات والباحثين عن عمل، والأهداف طبعاً تتوسع وتضيق حسب طبيعة المعرض ونوعه.
معرض دمشق الدولي كان واحداً من أهم المعارض الدولية بقدمه وشموليته ومساحته وعدد المشاركين وجنسياتهم قبل أن تفعل السياسة فعلها به، حيث تحول من حدث اقتصادي وثقافي وسياحي وفني عالمي إلى ساحة عرض لترويج مصالح ضيقة في زواريب السياسة.
تقييم دولي
المختص في الشأن الاقتصادي والتنموي ماهر رزق، قال في استعراض لتاريخ معرض دمشق الدولي:
مرَّ هذا الحدث الاستثنائي لعقود خلَت بتقلبات عديدة، فخلال فترة الخمسينيات كان يضج بكبرى الشركات العالمية الغربية والشرقية في مرحلة انقسام العالم إلى معسكرين؛ رأسمالي واشتراكي، وبعد الوحدة مع مصر بدأ هذا الحدث يتخذ منحى المعسكر الاشتراكي باعتبار بوصلة السلطة حينها شرقية، وتابع رزق في تصريح لـ “الثورة “: خلال سنوات الثورة وبحكم العقوبات الدولية على النظام البائد توقفت هذه الفعالية الاقتصادية الاجتماعية لعدة سنوات، أما اليوم فيأتي المعرض حاملاً رسائل داخلية وخارجية، حيث ستمثل المشاركة الخارجية بكمّها ونوعها نوعاً من التقييم الدولي والإقليمي والعربي للسلطة الجديدة في سورية، أما بالنسبة للداخل فستعبر المشاركة عن قدرة المنتجين السوريين على الاستمرار بعد كل هذه المعاناة، كما سترسم المشاركة المناطقية شكلاً من أشكال الرضا على السلطة الجديدة، فكلما تنوعت وتوسعت مناطق المشاركة عبر ذلك عن رضى عن أداء السلطة والعكس صحيح.
الاقتصاد الحر يفتح الباب
كما توقع رزق عودة المشاركة الغربية مع إعلان السلطة اعتماد الاقتصاد الحر على حساب الاقتصاد الموجّه مع تحفظي على آلية الاعتماد وليس القرار الذي أراه خطوة بالاتجاه الصحيح ولكن ليس بهذه العفوية غير المحوكمة وغير الشفافة بالحد الأدنى لأن تبني نهج اقتصاد السوق الحر يحتاج آليات وأطراً أكثر شفافية.
أخيراً
تبقى كل الآراء والتحليلات في إطار وجهات النظر في توصيف المعرض وفعالياته بانتظار أن ترسم فعاليات المعرض الحقيقة التي نتمنى وأن تجسد وتحقق الأهداف الاقتصادية والسياسية.