الثورة – مها يوسف:
يُعد معرض دمشق الدولي من أبرز المنصات الاقتصادية والتجارية في المنطقة، إذ يمثل نافذة حيوية للتواصل بين رجال الأعمال والمستثمرين والقطاعات الإنتاجية محلياً ودولياً. وبين الدكتور خالد بحبوح عميد كلية الاقتصاد في حمص لصحيفة الثورة أن المعرض تأسس للقيام بعدة وظائف محورية، يأتي في مقدمتها عرض أحدث المنتجات والابتكارات إلى جانب تسليط الضوء على نظم الجودة التي تتبناها الشركات والمؤسسات الصناعية والتجارية. وأضاف: من خلال هذا الدور أصبحت المعارض واجهة أساسية للتطور الصناعي والتجاري في العالم، كما أسهمت في فتح آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الأفراد والشركات والدول، عبر عقد الصفقات وتنظيم الندوات التعريفية بالمنتجات، فضلاً عن توقيع اتفاقيات التبادل والتعاون التجاري التي تسهم في توسيع العلاقات الاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار الدكتور بحبوح إلى أن هذه الفعاليات مكّنت رجال الأعمال وأصحاب المصانع والشركات من الاطلاع المباشر على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجالات الإنتاج والخدمات والتخطيط الصناعي، وهو ما جعلها منصات استراتيجية للتنمية والتحديث المستمر.
ولفت إلى أن عودة معرض دمشق الدولي هذا العام يمثل انعكاساً وتجسيداً فعلياً لمرحلة جديدة من الاستقرار السياسي والاقتصادي في سورية، بعد سنوات عصيبة من الحرب التي خلّفت آثاراً عميقة على البنية الاقتصادية والاجتماعية.
وبين د. بحبوح أهمية المعرض على الصعيد الاقتصادي، إذ يشكل فرصة حقيقية لجذب الاستثمارات، لافتاً إلى أن مشاركة عدد كبير من الشركات العربية والأجنبية يعد مؤشراً قوياً على عودة تدفق رؤوس الأموال، والمساهمة في مشاريع إعادة الإعمار، ودفع عجلة الإنتاج في الاقتصاد الوطني، كما يوفر المعرض منصة للتفاوض حول عقود ومشاريع مستقبلية، الأمر الذي يعزز مكانته كبوابة اقتصادية لسورية ما بعد الحرب.
وعلى الصعيد السياسي فإن المشاركة الواسعة لدول العالم في المعرض تعكس رغبة متجددة في إعادة التواصل والانفتاح بين سوريا والمجتمع الدولي، وهذا بدوره يفتح آفاقاً جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي، ويمهّد لانخراط أوسع في عملية إعادة البناء، بما يعزز من مكانة سوريا الإقليمية والدولية. ولا يمكن إغفال البعد الاجتماعي والثقافي للمعرض، إذ إنه يتضمن فعاليات ثقافية وترفيهية تستقطب العائلات والأفراد من مختلف المحافظات، الأمر الذي يسهم في بناء جسور الثقة وتعزيز روح التلاقي بين مكونات المجتمع السوري.
وأكد الدكتور بحبوح أن نجاح المعرض مرهون بتوافر مقومات أساسية، في مقدمتها ترسيخ الاستقرار السياسي والأمني، إلى جانب صياغة برنامج اقتصادي واضح وشفاف من قبل الحكومة، مدعوماً بإصلاحات حقيقية وخريطة استثمارية تحدد القطاعات ذات الأولوية وتضمن بيئة استثمارية آمنة وجاذبة ومحفزة.
وختم الدكتور بحبوح حديثه: إن عودة معرض دمشق الدولي ليست مجرد حدث اقتصادي أو ثقافي، بل هي رسالة واضحة أن سوريا الجديدة تسير بخطا ثابتة نحو إعادة البناء والانفتاح، بما يعزز مكانتها ودورها على المستويين الإقليمي والدولي.