بيئة تعليمية آمنة وصحية.. صيانة شاملة لمدرستي ابن خلدون وجودت الهاشمي

الثورة – لينا شلهوب:

المدرسة أحد أهم المكونات الأساسية في بناء شخصية الطالب وتنمية وعيه المعرفي والاجتماعي، فهي ليست مجرد مكان لتلقي العلوم، بل بيئة متكاملة تسهم في تكوين أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.. من هنا تولي وزارة التربية والتعليم اهتماماً متزايداً بالبنية التحتية للمؤسسات التعليمية، إدراكاً منها أن جودة التعليم لا تنفصل عن جودة البيئة التعليمية.
وفي هذا الإطار تواصلت جهود مديرية التربية والتعليم في دمشق من خلال تنفيذ أعمال صيانة شاملة لمدرستي ابن خلدون للتعليم الأساسي، وثانوية جودت الهاشمي، بما يضمن خلق بيئة تعليمية آمنة وصحية تحفز الطلاب على التعلم والإبداع.
شملت أعمال الصيانة مجموعة من الجوانب الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على راحة الطالب والمعلم على حد سواء، فقد تم تجديد الأبواب والنوافذ بما يعزز من معايير الأمان داخل الصفوف ويحسن من التهوية والإضاءة الطبيعية، كذلك تم إصلاح الحجر الخارجي للمباني للحفاظ على سلامة الجدران وحمايتها من العوامل الجوية، بما يمنح المباني مظهراً متجدداً يعكس الاهتمام بالمكان، مع العمل على إعادة طلاء الجدران والأسقف بألوان مناسبة تساعد على تعزيز التركيز والنشاط النفسي للطلاب، إلى جانب إضفاء مظهر جمالي على الصفوف، وتحديث المقاعد الدراسية بما يتوافق مع احتياجات الطلاب المختلفة من حيث الراحة والملاءمة الصحية، خصوصاً أن الأثاث المدرسي يشكّل عاملاً أساسياً في دعم العملية التعليمية، بالإضافة إلى تحسين الشبكة الكهربائية والصحية بما يضمن سلامة الاستخدام ويمنع أي مخاطر محتملة، فضلاً عن توفير ظروف مناسبة للإضاءة والتدفئة والتبريد وفق الحاجة.

الأثر الإيجابي لهذه الأعمال

إن انعكاسات هذه الصيانة لا تتوقف عند الجانب الجمالي أو البنيوي فحسب، بل تمتد لتؤثر في العملية التعليمية برمتها، ويمكن رصد أبرز الآثار الإيجابية لذلك من خلال تعزيز شعور الأمان لدى الطلاب والمعلمين، فوجود مبنى مدرسي آمن ومجهز يقلل من المخاطر المحتملة، ويمنح الطلاب وأولياء أمورهم الطمأنينة، الأمر الذي ينعكس على انضباط العملية التعليمية وانتظام الدوام، رفع مستوى التحصيل الدراسي، إذ إن بيئة الصفوف المريحة والمرتبة تسهم في تحسين تركيز الطلاب، ما يساعد على رفع مستويات التحصيل والفهم، وإن الطالب الذي يجلس في مقعد مريح، ويجد قاعة صفية نظيفة ومضيئة يكون أكثر قدرة على استيعاب الدروس، بالإضافة إلى تعزيز الانتماء للمدرسة.
فعندما يشعر الطالب أن مدرسته تحظى بالاهتمام ويتم تجديدها باستمرار، يزداد ارتباطه بها واعتزازه بالانتماء إليها، وهذا بدوره ينعكس إيجابياً على سلوكه وتعامله مع مرافقها، العمل على تطوير البيئة التعليمية بشكل شامل، عبر تحسين الشبكات الكهربائية والصحية، الأمر الذي يفتح المجال أمام استخدام وسائل تعليمية حديثة تعتمد على التكنولوجيا، مثل أجهزة العرض والسبورات الذكية، مما يُثري العملية التعليمية ويجعلها أكثر تفاعلاً، ناهيك عن تحقيق أهداف وزارة التربية والتعليم، وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة استراتيجية أوسع تهدف إلى رفع مستوى البنية التحتية للمؤسسات التعليمية بما يتماشى مع طموحات المجتمع، الأمر الذي يعكس التزام الوزارة بتحقيق تنمية تعليمية شاملة ومستدامة.

حافز إضافي للإبداع

لقد لقيت هذه الخطوة ترحيباً واسعاً من مختلف الأطراف المعنية، إذ عبر الطلاب عن سعادتهم بالتجديدات التي تجعل من بيئة التعلم أكثر راحة وجمالاً، إذ يشعرون الآن برغبة أكبر في الحضور والمشاركة، فيما اعتبر المعلمون أن تحسين البيئة المدرسية يسهل عليهم أداء مهامهم التعليمية ويمنحهم حافزاً إضافياً للإبداع في طرق التدريس، أما أولياء الأمور فأكدوا أن صيانة المدارس تعكس جدية الجهات المعنية في توفير بيئة تعليمية آمنة لأبنائهم، وهو ما يبدد المخاوف المتعلقة بسلامتهم.
الخبراء التربويون، يرون أن هذه الخطوة تمثل نموذجاً يحتذى به في الاستثمار في البنية التحتية، إذ إن التعليم لا يمكن أن يحقق أهدافه إلا في بيئة مناسبة.
لا شك أن صيانة مدرستي ابن خلدون، وجودت الهاشمي، تشكل جزءاً من سلسلة أعمال ضرورية تشمل مختلف المؤسسات التعليمية، ومن المهم أن تستمر مثل هذه الجهود بشكل دوري ومنظم، بحيث لا تكون الاستجابة ظرفية بل خطة دائمة، فالتعليم الحديث يتطلب تحديثاً مستمراً للبنى التحتية لتواكب التطور السريع في المناهج ووسائل التعليم.
في المحصلة، يمكن القول: إن أعمال الصيانة التي شهدتها المدرستان تمثل خطوة عملية نحو بناء بيئة تعليمية آمنة وصحية، تعكس حرص الوزارة على مستقبل الطلاب وتطوير العملية التعليمية.
إن هذه الجهود ليست مجرد تحسينات إنشائية، بل هي استثمار حقيقي في الإنسان، إذ تهيئ الظروف المثلى لتنشئة جيل واعٍ قادر على المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع.. ومن هنا تبرز أهمية مواصلة هذه الخطوات لتشمل جميع المدارس، بما يضمن أن يكون التعليم في سوريا على قدر طموحات أبنائها وتطلعات مستقبلها.

آخر الأخبار
وزير الاقتصاد يستقبل نظيره التركي للمشاركة في فعاليات المعرض معرض دمشق الدولي.. لقاء المحلي والعالمي وعيون على استثمارات واتفاقيات سوريا والبنك الدولي يبحثان التعاون في مجالات التنمية وإعادة الإعمار "سامز" تعزز قدرات الكوادر الطبية في دير الزور عودة الألق للمرافئ وقطاع النقل البحري الاقتصاد الرقمي وتعزيز الكفاءة الإنتاجية.. في جامعة اللاذقية مكتب تكسي في كراج البولمان والكراج الشرقي في اللاذقية مناشدات بالتدخل للحفاظ عليها.. الجفاف وغلاء الأعلاف يهددان الثروة الحيوانية بدرعا آليات نظافة جديدة في ريف دمشق لا صناديق استثمارية مرخصة في سوق دمشق حتى الآن بيئة تعليمية آمنة وصحية.. صيانة شاملة لمدرستي ابن خلدون وجودت الهاشمي اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تطلق موقعها الالكتروني لترسيخ مبدأ الرقابة الشعبية بهدف تمكينهم من اكتساب المهارات.. معاهد متعددي وشديدي الإعاقة تحت مجهر "الشؤون الاجتماعية والعمل" من خيوط الكروشيه إلى لوحات الماندالا: جناح ينبض بالإبداع السوري أزمة مياه غير مسبوقة في دمشق وريفها.. وإجراءات المعالجة قاصرة مواطنون لـ"الثورة": أعباء اقتصادية جدي... سوريا: الاعتداء الإسرائيلي بالمسيرات على وحدة من الجيش انتهاك جسيم للقانون الدولي والميثاق الأممي سوريا تستقبل العالم بحدث مميز تفاقم الانتهاكات ضد الأطفال عام 2024 أكثرها في فلسطين جناح وزارة المالية ..رؤية جديدة نحو التحول الرقمي خطوط جديدة للصرف الصحي في اللاذقية