الثورة – جهاد اصطيف:
شهدت مدينة منبج مؤخراً انطلاقة مشروع الإحصاء الشامل، الذي يعد خطوة نوعية على مسار تطوير المدينة وتحسين جودة حياة سكانها، وذلك بالتعاون مع فرق محلية ومدارس المدينة، ويهدف المشروع لجمع بيانات دقيقة عن جميع منازل وأحياء المدينة، الأمر الذي يساعد الجهات المختصة في التخطيط العمراني والخدمات العامة بشكل علمي وفعال.
آلية التنفيذ
مسؤول الإحصاء في منطقة منبج أسامة الشيخ جاسم أوضح في حديث لصحيفة الثورة، أنه تم تقسيم المدينة وفق خطة محكمة، تعتمد على تقسيم المدينة إلى قسمين رئيسين، كل له رمز محدد لتسهيل عملية التنظيم والمتابعة، القطاع الغربي من المدينة يرمز له بالحرف A، ويضم 35 حياً، بينما القطاع الشرقي يرمز له بالحرف B ويضم 55 حياً، ولكل حي مسؤول محدد، يعمل بالتعاون مع فرق تطوعية أغلبية أعضائها من المعلمين، لضمان وصول العملية إلى جميع المنازل بدقة.
يقوم المعنيون وفقاً لمسؤول الإحصاء، بفتح الحي أمام فرق العمل، وتوزيع استمارات على كل منزل لتتم تعبئتها من قبل الأهالي، ثم إعادة جمعها خلال مدة زمنية محددة لا تتجاوز يومين لكل حي لضمان إنجاز العمل بسرعة ومن دون تأخير، إضافة لاستخدام برنامج “كوبو” في المدارس لتسجيل البيانات إلكترونياً، ما يضمن سرعة جمع البيانات وتفادي الازدحام.
أداة إسترتيجية
الإحصاء ليس مجرد عملية جمع أرقام، بل هو أداة استراتيجية، تمكن المدينة من التخطيط العمراني بكفاءة، ويؤكد الشيخ جاسم أنه من خلال معرفة عدد السكان وتوزيعهم الجغرافي، يمكن تحديد المناطق التي تحتاج إلى توسعة البنية التحتية، وإنشاء مدارس جديدة، وتوفير الخدمات الصحية وتحسين شبكة المياه والكهرباء، كما يساعد في تحسين التعليم من خلال تحديد أعداد الطلاب في كل حي وتقدير احتياجات المدارس والمعلمين، ما يسهم في توزيع الموارد التعليمية بشكل عادل وفعال.
أما على الصعيد الصحي، فقد أكد أن الإحصاء يتيح للجهات المعنية تحديد الحاجة للمراكز الصحية والمستشفيات وتوزيع الكوادر الطبية بشكل مناسب، ما يقلل من الفجوات في الخدمات الصحية ويضمن تغطية شاملة لكل سكان المدينة.
بيانات دقيقة
يتعدى أثر الإحصاء الجانب التخطيطي إلى تحسين حياة المواطنين اليومية، فمن خلال البيانات الدقيقة، يمكن تقليل الأخطاء في توزيع الخدمات مثل المياه والكهرباء والطرق العامة، كما يسهل الوصول إلى الخدمات الأساسية في كل حي.
ولفت إلى أن منبج في الماضي شهدت بعض المشكلات نتيجة غياب البيانات الدقيقة، ما أدى إلى تأخر وصول الخدمات لبعض المناطق، إلا أن المشروع الحالي يسعى لمعالجة هذه الثغرات بشكل جذري، كما يتيح الإحصاء للمواطنين المشاركة بشكل مباشر في تطوير مدينتهم، من خلال تعبئة الاستمارات في منازلهم والمساهمة في بناء قاعدة بيانات دقيقة، هذه المشاركة تعزز الشعور بالمسؤولية والانتماء للمجتمع، وتضمن أن تكون احتياجات كل حي وأهله جزءاً من عملية اتخاذ القرار .
التخطيط لمستقبل مستدام
٢يشكل هذا المشروع نقطة انطلاق رئيسة لتطوير منبج، إذ يسمح للمدينة بالتخطيط لمستقبل مستدام، يعتمد على بيانات دقيقة وموثوقة، وجميع الدول المتقدمة بدأت بمشاريع مشابهة لضمان الوصول السريع للخدمات وتحسين مستوى المعيشة، ومنبج تتبع اليوم نفس النهج بعد أن كانت الأخطاء السابقة نتيجة نقص المعلومات الدقيقة.
ويعكس مشروع الإحصاء في منبج رؤية واضحة نحو تطوير المدينة وتحسين جودة الحياة لسكانها، من خلال الاعتماد على البيانات الدقيقة والتخطيط العلمي، فهذا المشروع ليس مجرد جمع أرقام، بل نتيجة للتعاون بين الإدارة المحلية والفرق التطوعية والمدارس لتحقيق هدف أساسي يتمثل بـ”مجتمع منظم”، وتخطيط عمراني دقيق، وتحسين مستمر في الخدمات العامة، بما يضمن لكل سكان المدينة حياةً أفضل.