الثورة – لانا الهادي:
في مشهد يجسّد أسمى معاني التكافل الاجتماعي والانتماء الوطني، أطلق الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة مصنع الطاقة الكامنة السعودي، رجل الأعمال المهندس فهد عبد العزيز العزاوي، ابن قبيلة العقيدات، حملة تنموية كبرى تحت عنوان “حملة العزاوي للعطاء”، استهدفت قرية السويعية الحدودية، شرق سوريا، واضعاً نصب عينيه هدفاً واضحاً، وهو إعادة الحياة إلى هذه القرية، وتمكين سكانها من العودة، والاستقرار والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن.
بمبلغ مليار ليرة سورية.. أعلن العزاوي تبرعه لدعم مجموعة من المشاريع الحيوية في البلدة، مؤكداً لصحيفة الثورة أن هذه المبادرة ليست سوى بداية لنهج طويل من الدعم المجتمعي، والاستثمار في الإنسان والبنية التحتية.
وتتضمن الحملة مشاريع عدة، منها: إعادة بناء الإنسان والمكان، إذ جاءت المشاريع متكاملة وشاملة، لتغطي أبرز احتياجات السويعية، والتي تتمثل في صيانة وتأهيل المساجد، وإعادة تأهيل المدارس، وتحديث المرافق التعليمية، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية للبلدة، مع صيانة المعدات والآليات، وتجديد مدخل البلدة، كما ستشمل إنارة الشوارع، وتجميل الأحياء، مع إنشاء صندوق لرعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة.
وقد أكد العزاوي أن العمل في بعض المشاريع قد بدأ بالفعل، مشيراً إلى أن مدة التنفيذ المستهدفة لن تتجاوز شهرين، وخصوصاً في المدارس، والمساجد، والمستوصف الصحي.
وقال: “نبني سوريا الجديدة معاً”، وأن هذه المبادرة هي مساهمة بسيطة لبناء قرية السويعية، لتكون نقطة انطلاق نحو سوريا الجديدة التي ينعم فيها الناس بالاستقرار والأمان، ويعودون لأرضهم وأعمالهم، سواء كانت زراعية أم حرفية.
“وعن سبب اختيار السويعية، أوضح العزاوي أن هذه القرية حدودية ومهمة، وإن استقرارها أمر استراتيجي وأمني، وأنهم يسعون لأن تكون نموذجاً للقرى السورية المستقرة والمنتجة.
رؤية واعدة
على الرغم من أن مبلغ المليار ليرة لن يكفي لكل المشاريع المستقبلية، أكد العزاوي أن الدعم مفتوح ومستمر، وأن حملة العطاء ستتوسّع قريباً لتشمل مدينة البوكمال، ثم محافظة دير الزور بالكامل، بالتنسيق مع الجهات الرسمية.
وأوضح أنه من أهم الرؤى المستقبلية للحملة إطلاق مشاريع صغيرة ومتوسطة في مجالات الزراعة، المواشي، والحرف التقليدية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، قد تصل إلى مئات الوظائف، وتعزيز الشفافية من خلال لجنة إدارية تُشرف على تنفيذ المشاريع ومتابعتها مع الاعتماد الكامل على شركات ومؤسسات محلية لضمان تحريك الاقتصاد المحلي.
آلية العمل والحوكمة
وبين العزاوي أن الحملة تنفّذ أعمالها بالتعاون مع محافظ دير الزور، ومدير المنطقة، ورئيس البلدية، كما يجري حالياً تشكيل لجنة لمتابعة الأعمال وضمان استدامة الخدمات بعد تنفيذها، بما يتماشى مع خطط الدولة وتطلعات المجتمع المحلي.
واختتم العزاوي حديثه برسالة لأهالي المنطقة “سوريا الجديدة تُبنى بسواعد أبنائها، وعلينا جميعاً أن نكون جزءاً من هذا التحول، هذه الحملة لا تعني فقط إعماراً مادياً بل هي دعوة لعودة الحياة، والأمل والمستقبل.
نموذج يُحتذى به
حملة العزاوي للعطاء.. لا تمثل مجرد مبادرة فردية، بل تفتح الباب أمام تحالف وطني من المبادرات التي تعيد للمجتمع السوري قدرته على النهوض، فعلى الرغم من التحديات فالسويعية اليوم، وبفضل هذه الجهود، تقف على أعتاب مرحلة جديدة من الأمل والتغيير، في انتظار أبنائها، لتكون منارة للتنمية في الشرق السوري.