الثورة:
أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو التزام بلاده بمنح سوريا «كل فرصة ممكنة» لبناء دولة قوية وموحدة، تحترم تنوع مجتمعها وتتحول إلى ركيزة للاستقرار الإقليمي بعد سنوات من الصراع، مشدداً على أن «استقرار سوريا يعني استقرار المنطقة بأسرها».
وقال روبيو، خلال لقائه في نيويورك وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، إن ما يجري حالياً يمثل «فرصة فريدة ومثيرة» للعمل المشترك من أجل مستقبل سوريا، مشيراً إلى أن مثل هذه الفرصة كانت قبل عامين أو ثلاثة «غير قابلة للتصور».
وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب «لا ينظر إلى هذا الملف من منظور أحادي للولايات المتحدة فحسب، بل بالشراكة مع العديد من الدول، لمنح سوريا كل فرصة ممكنة لبناء دولة قوية وموحدة، تُحترم فيها تنوعات المجتمع السوري، وتكون مكاناً مستقراً لا قاعدة لعمليات المتطرفين أو الجهات الأجنبية التي تستخدمها لزعزعة الاستقرار ضد جيرانها».
أوضح الوزير الأميركي أن «استقرار سوريا يحدد، بطرق عديدة، استقرار المنطقة بأسرها»، معتبراً أن لدى المجتمع الدولي اليوم «فرصة تاريخية حقيقية لتحقيق أمر لم يكن من الممكن حتى تخيله قبل بضع سنوات».
وكشف أن كل دولة مشاركة في الاجتماع «منخرطة بشكل كبير» في هذا الصدد، لافتاً إلى أن الرئيس ترامب «اتخذ في أيار الماضي خطوة جريئة جداً» ويواصل العمل عليها بالتعاون مع الشركاء الإقليميين، مؤكداً التزام واشنطن «التزاماً راسخاً بهذا المشروع المهم جداً».
بدوره شدد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، على أهمية احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، ورفض التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية. وأدان البديوي «الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية»، مؤكداً ضرورة الالتزام باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، ومشيراً إلى أن أمن سوريا واستقرارها «ركيزة أساسية من ركائز استقرار أمن المنطقة».
تأتي تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو والأمين العام لمجلس التعاون جاسم البديوي في لحظة تتزامن مع تحركات دبلوماسية مكثفة للرئيس السوري أحمد الشرع في نيويورك، حيث يسعى إلى تقديم صورة «سوريا الجديدة» أمام المجتمع الدولي.
هذا التوازي بين الخطاب الأميركي-الخليجي والرسائل السورية يعكس أن هناك بيئة سياسية مهيأة – ولو جزئياً – لدعم عملية إعادة إدماج دمشق في النظام الدولي، بشرط أن تترجم الوعود المعلنة إلى خطوات ملموسة في الداخل، سواء في ملفات العدالة الانتقالية أم إعادة هيكلة المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة.
ويعطي حديث روبيو عن «فرصة تاريخية» واعتبار البديوي سيادة سوريا «ركيزة للاستقرار» مؤشراً إلى أن واشنطن وشركاءها الخليجيين ينظرون إلى المرحلة الحالية بوصفها اختباراً لإمكان تحويل سوريا من مصدر أزمات إلى شريك في تحقيق الأمن والتنمية الإقليمية.