الثورة – جاك وهبه:
في خطوة تعكس إصرار الدولة على مكافحة الفساد بجميع أشكاله، كشف رئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية، محمد عمر قديد، عن تفاصيل ملف صغير الحجم لكنه كبير الدلالة، يتعلق بعقد استثمار مغسلة سيارات تابعة لإحدى الجهات العامة، وقد جاء هذا الكشف في وقت أثار تفاعلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والشعبية.
وفي التفاصيل، أوضح قديد في تغريدة نشرها على منصة “X” ، أن الجهاز المركزي وقف على عقد استثمار بسيط من حيث القيمة، لكن تحرّيات الرقابة كشفت وجود تلاعب من أحد الموظفين، وهو ما أدى إلى تضاعف قيمة العقد الجديد ثلاث مرات بعد التدقيق، في إشارة واضحة إلى هدر سابق في المال العام.
وعلى الرغم من بساطة المشروع، شدد رئيس الجهاز المركزي للرقابة المالية على أن مكافحة الفساد لا يجب أن تكون مرتبطة بحجم المال، بل بروح المسؤولية والحرص على الصالح العام، قائلاً: “صحيح أن العقد لمشروع صغير والمبلغ قد يبدو بسيطاً، لكن الحفاظ على المال العام في الصغيرة والكبيرة يعني في النهاية موارد إضافية تُمكّن الدولة من زيادة دائمة للرواتب وتحسين الخدمات”.
وأضاف قديد في تغريدته رسالتين واضحتين: الأولى للعاملين في مؤسسات الدولة، دعاهم فيها إلى النزاهة قائلاً: “لا تكن أنانياً وتكون سبباً في حرمان عدد كبير من زملائك من حقوقهم مقابل حفنة بسيطة من المال، فهذه ستكون حسرة عليك عاجلاً أم آجلاً”.
أما الرسالة الثانية، فكانت للشعب السوري بكل فئاته، إذ دعا إلى دور شعبي فاعل في مكافحة الفساد، قائلاً: “الدول لا تُبنى بالأشخاص أو الجماعات فقط، بل تُبنى بأبنائها جميعاً، فبادروا إلى مكافحة الفساد، وليكن لكل فرد بصمة في معالجة هذا المرض المزمن الموروث من النظام البائد”.
الجدير بالذكر أن هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، فقد أعلن الجهاز في وقت سابق عن مخالفات في عقود ومشاريع محلية، في إطار حملة وطنية متواصلة تهدف إلى بناء منظومة رقابية فاعلة وشفافية.