البولمانات السياحية .. بين مزاجية الاسعار و سوء الخدمات

ثورة أون لاين – موسى الشماس:

باتت مشكلة وسائل النقل ( البولمانات ) ذات الرحلات غير المنتظمة بين المحافظات ،و الحاجة الماسة لعودتها كسابق عهدها , الشغل الشاغل للكثير من المواطنين الذين يضطرون للسفر بصورة دائمة لاسيما في الفترة الراهنة مع توقف بعض أنواع النقل كالقطارات وصعوبة الحصول على فرصة نقل فورية في بعض أنواعها الأخرى كالطيران، ليبقى الحل المتوافر والدائم للمواطن هو البولمان، ولكن مع كونه الخيار الوحيد غالباً للانتقال بين المحافظات، تظهر مشكلات أخرى تحيط به. حيث يظهر استغلال شركات النقل للحاجة إليهم، ما يجعلهم لا يفكرون في تقديم خدمة مثالية من ناحية الراحة ويبقى همهم الوحيد جني أكبر عدد ممكن من الركاب، بغض النظر عن إمكانية تحمل المركبة من عدمها، ناهيك عن الاهتمام براحة المسافرو التي باتت في أسفل سلم اولوياتهم

عدم الالتزام

ماهر المحمود ( موظف في الشركة العامة المتحدة للأقمشة ) ، يقول “لن تحل مشكلات عدم الانتظام بالمواعيد ورعونة البولمانات،و مزاجية أسعارها إلا بعد عودة المحاسبة والقوانين الصارمة الخاصة بهم، مع ضرورة وضع قواعد و أصول للتعامل مع الركاب، دون أن ننسى هنا الاشارة لأن نسبة الاهتمام من عدمه تختلف من شركة إلى أخرى، فالشركات المعروفة وإن أثرت فيها الظروف، يبقى لديها تعامل خاص مع الركاب”الى حد ما ؟!

من جانبها تحدثت سوسن خلف” طالبة حقوق بجامعة دمشق سنة ثانية ثمة أمور تتعلق بتأمين وسائل الراحة والجودة والرفاهية، إضافة إلى الالتزام بموعد انطلاق الرحلة في ساعتها وتاريخها، دون نسيان تكلفة الرحلة. وأنا في رأيي جميع هذه الخدمات وباختلاف درجاتها يجب أن تكون الهدف الأساسي والشرعي للمنافسة الحقيقية في مجال نقل الركاب والمسافرين بين الشركات، سواء أكان ذلك داخلياً أم خارجياً، ومع توقف رحلات القطارات حالياً، فقد فقدت شركات البولمان منافسها الأساسي وبقيت الكفة راجحة لمصلحتها، وبالتالي بدأت بعض الشركات بإهمال عوامل أساسية لجذب الركاب، سواء من راحة أم اهتمام بالنظافة أم بالمواعيد، ولكن وبعد تحسن الأوضاع ستبقى في ذاكرتنا الشركات التي استمرت في أدائها الأمثل بدون أدنى شك

خالد الحسين عامل في الشركة العامة للبناء يقول حول خدمة البولمان من حيث دقة المواعيد ودرجة الأمان ومستوى الخدمة “ البولمان هو وسيلتي الدائمة في السفر والترحال، ومن خلال خبرتي فيها، وجدت أن هناك نسبة قليلة من الشركات في الوقت الحالي تلتزم بموعد الرحلة النظامي والمعلن عنه من قبل المكتب، وقد يكون الموضوع عائداً إلى ظروف الطريق وأحياناً إلى الإهمال، وعادة ما يحدث تأخير يستغرق وقتاً يكون فيه المسافر أحوج إليه، وغالباً ما يكون هذا في الاستراحات وعلى منتصف الطريق أو أحياناً داخل الكراج نفسه قبيل لحظة الانطلاق. ومن أسف، لا توجد هناك جهة رقابية أو خط ساخن للشكاوى ومتابعة هذه المواضيع تعيد إلى المسافر حقه في الاعتراض، ووجود شركات كثيرة منافسة شيء حضاري لكن هذه المنافسة تحولت في الفترة الأخيرة إلى منافسة على حساب المواطن فقط

النقل يزداد سوأ

تدهور واقع النقل السياحي خلال الأشهر الماضية، ، وإذا ماعدنا إلى ماهو عليه الحال قبل أسبوعين، فإن المواطن غالبا ماكان يقارن خدمات الشركات السياحية بخدمة “الهوب هوب”، فأصبحت هذه المقارنة واقعاً يُحكى
، الذين على مايبدو يئسوا من إمكانية وجود حلول مستقبلية قريبة لهذا الأمر، ما اضطر الكثير منهم إلى اعتماد وسائل النقل الصغيرة والمتوسطة من أجل التنقل بين المحافظات وقبل ذلك التفكير ملياً، قبل الاقدام على أية خطوة للسفر، إلا في حالة الضرورة القصوى.
مواطنون يقولون إن أكثر مايدفعهم إلى الاستمرار في استخدام آليات النقل السياحية في سفرهم، أنها أكثر أماناً من الآليات الأخرى، لكن مع ذلك رفض بعضهم الخضوع للشروط المجحفة، والقيود الجديدة الطارئة في خدماتها، ولعل من أهمها ارتفاع أسعارها، أو بالأحرى عدم التقيد بالاسعار من خلال إخضاعها لمزاجية كل شركة، إضافة إلى الوقت المحدد للرحلة، وهذا بحد ذاته لا يوجد ضمن خدمة (الهوب هوب) الذي عرف عنه توحيده التسعيرة، وجهده للالتزام بالتوقيت.

ارتفاع الاسعار

عند سؤالنا عن الأسباب التي تقال للناس في كل مرة عن سبب هذا الارتفاع، يكون الجواب دائماً ارتفاع سعر المحروقات والزيوت، وصعوبة الحصول على كل منها، الأمر الذي خلق أعباء إضافية على الشركات التي تعمل في هذا الإطار، لكن هناك من يضيف أسباباً أخرى على هذين السببين، من بينها اختصار رحلات أغلب الشركات نتيجة الاستغناء عن السفر ليلاً، وأحياناً التوقف عن الرحلات لأيام عدة، وهذا خلق أعباء إضافية يتطلب تعويضها، فكان الحل من خلال الزبون فقط، عبر أخذ المزيد من المال من جيبه، فيضطر الى دفعه صاغراً.

كراجات الانطلاق كانت تعج بالحركة في ساعات ما بعد منتصف الليل، أصبحت الان شبه خاوية في هذه الفترة، و المواطن يقول، إنه من الواجب إجبار الشركات على فتح الرحلات الليلية، حتى وإن كان بعدد أقل من السابق، لأن الطرقات بين المحافظات جلها سالكة منذ فترة زمنية لا بأس بها، وهي ليست بالسوء الذي يدفع إلى إلغاء الرحلات عادة، وبالتالي ليس هناك أي سبب لاستمرار هذا الحال، وهذا المطلب يطرحه أصحاب الدخل المحدود خاصة وما أكثرهم في هذه الأيام، إضافة إلى الطلبة الذين يذهبون إلى مدن أخرى لأداء امتحاناتهم الجامعية، والعودة مباشرة دون الاضطرار إلى المبيت قبل أو بعد يوم من أداء الواجب الامتحاني.

لا خدمات تذكر

خالد الحسين أشار بوضوح إلى أنه نسي ما يسمى الخدمات داخل باصات النقل السياحي، و رأى أن رحلات عدة يتم تسييرها لا يوجد فيها أي مرافق، وتكون الخدمة ذاتية من قبل المسافرين، وهذه الخدمة طبعاً ليست أكثر من شرب الماء نتيجة انعدام الخدمات الأخرى، سواء وجد المرافق أم لا.

أين الرقابة ؟

لا يمكن نكران ظروف الواقع الجديد، وتأثيره الطارئ على النقل السياحي، وعلى قطاعات الحياة الأخرى، لكن لا يمكن في أي حال من الأحوال، تبرير غياب الرقابة بشكل كلي عن التجاوزات والتعديات الحاصلة في الخدمات المقدمة، وبالتالي تعويض هذا النقص وهذه السلبيات من خلال جيوب المواطن وراحته.
و ذكر الحسين أنه أتى عبر كراج دير الزور منذ يومين و الملاحظ أنه منذ أكثر من أسبوعين الكراج عاجز تماماً عن تقديم الخدمات، وإطلاق الرحلات بشكل نظامي ، فاضطر المواطن لاستئجار السيارات للوصول إلى مكان آمن، سواء في الرقة أم الحسكة أم غيرهم لينتقل بعد ذلك الى دمشق أو سواها ، وهذه الظروف تستدعي التفكير ملياً في المستقبل، من أجل وضع خطة طوارئ تنفذ في أي وقت تتم الحاجة إليها، وتهيئة الأسباب والمقومات، ومن بينها المكان البديل المؤقت، والمناسب وليس العشوائي.

أخيراً، أكثر من التقيناهم أكدوا على ضرورة أن يعود المواطن الزبون الى صدارة اهتمامات عمل شركات النقل السياحية، الذي وضعوه حالياً في آخر سلم اهتماماتهم، بعد أن كان في أولها.

قائمة مشكلات السفر تبدأ من مقعد مخلوع إلى عجرفة الكثير من السائقين والمرافقين حتى استراحات لايعلم بها المسافر ..

تأخر المواعيد

مازالت وسائل النقل الجماعي للسفر تطرح الكثير من التساؤلات التي تحمل في مضمونها الاستغراب عن غياب الكثير من وسائل الراحة المتوافرة في وسائل السفر الجماعية في أغلب محافظات القطر
وأشار البعض أن سلبيات وسائل النقل الجماعي المخصصة للسفر بين المحافظات وخاصة البولمان كثيرة وأهمها في رأي السيد عصام السيد القادم من حمص – حي الإنشاءات، تأخر موعد انطلاق الرحلة للكثير من الشركات، ما يسبب إرباكاً للمسافر، خاصة إذا كان مرتبطاً بامتحان أو موعد عمل في محافظة أخرى.
وأضاف السيد ، أن المسافر الذي يصل مسرعاً لتأمين رحلة ينخدع بالكلام الجميل من: الباص على الباب ودقيقتان سينطلق، ولكن يطول الانتظار أحياناً لأكثر من نصف ساعة ولاتسير الرحلة، إضافة إلى طول مدة الاستراحة التي في الكثير من الأحيان لايعلم بها الراكب، بل الغريب أحيانا إذا سأل المسافر السائق بوجود استراحة ينفي تماماً ذلك، ولكن يجد المسافر نفسه بعد فترة من الانطلاق في استراحة وليس أمام المسافر إلا الصمت والصبر فقط.

سفر شبه يومي

كما أكد السيد أن المشكلة الأكبر في باصات السفر الجماعية تتمثل في الباصات “ شبه البولمان” أكثر من البولمانات، حيث تعاني باصات “شبه البولمان” من الكثير من المشكلات التي لاتؤمّن الراحة للمسافر، خاصة من يقطع مسافات طويلة بين المحافظات. وأوضح السيد أن هذه الباصات تعاني من مشكلات في المقاعد، إضافة إلى تقديم الماء، إن تم ذلك. ويضاف إلى ذلك، وهو الأخطر، صعود أعداد أكبر من المقاعد المخصصة من قبل الركاب والسفر على الواقف، ما يزيد معاناة المسافرين الموجودة، إضافة إلى التوقف المتكرر على الطريق، كما أن بعض السائقين يلجؤون إلى القيادة بشكل سريع، ما يتسبب في مشكلات خاصة للمسافرين الواقفين، واستغرب السيد تجاهل الاهتمام بتأمين الراحة في باصات شبه البولمان، خاصة أن كثيرين ممن لديهم سفر شبه يومي، قد لايكونون قادرين على السفر بالبولمانات التي تلقى الاهتمام الأكبر، حيث تعاني باصات شبه البولمان من هذه المشكلات وتزداد دون أي تحسين.

وتطرق السيد إلى موضوع الأعطال التي تتعرض لها الباصات خلال الرحلات وتوقفها في منتصف الطريق والمستغرب حسب السيد ، أن هذه الأعطال تحدث مع الكثير من الشركات التي تعتبر نفسها كبيرة وتملك أسطولاً كبيراً، وقد لاتستطيع في الكثير من الأحيان تأمين باص بديل عن المعطل وتأمين المسافرين الذين لايجدون حلاً أمامهم إلا انتظار من يساعدهم للوصول إلى مكان سفرهم.
و مشكلة السفر ، أوجدت معاناة إضافية لأبناء حمص ، بعد صعوبة الوصول إلى كراجات الانطلاق لخطورة الطرق المؤدية إلى الكراجات؛ لذا لجأ بعضهم إلى تسيير رحلات من ضمن الأحياء وبأسعار جيدة، كما يحدث في حي الغوطة والوعر، ولكن المشكلة في رأي السيد تكمن في افتقاد الكثير من هذه الباصات لوسائل الراحة، سواء المتعلقة بمنع الشمس أم التلفاز أم حتى تقديم الماء، مستغرباً عدم الاهتمام بهذه الباصات وتخفيف المعاناة التي يشعر بها المواطن
كما أشار بعضهم إلى عدد من المشكلات التي أفرزتها الأزمة وتقلق راحة المسافر، ومنها طول مدة انطلاق الرحلة في حمص نتيجة الإجراءات التفتيشية بين الأحياء، ما قد يسبب تأخر انطلاق الرحلة من حمص لأكثر من ساعة؛ ما دفع الكثيرين إلى استئجار سرفيس للسفر إلى محافظات أخرى، ودفع أكثر من 5000 ل.س؛ و يبقى المطلوب وجود إجراءات مبسطة وتنسيق بين الجهات المعنية للتخفيف من أعباء السفر التي باتت تشكل ضغطا حقيقيا على المسافرين خاصة من تضطرهم ظروفهم للسفر بشكل شبه يومي
 

آخر الأخبار
الشعار يبحث تحديات غرفة تجارة وصناعة إدلب شراكة لا إدارة تقليدية.. "الإسكان العسكرية" تتغير! حمص.. 166 عملية في مستشفى العيون الجراحي أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات