ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم: لم نكن نحتاج دليلاً دامغاً على اتساع مساحة التآمر، ولم نكن نحتاج واقعة جديدة لنتأكد من ذلك الطيف الواسع من لغات التآمر في الإعلام والمال والسياسة والفكر,
وصولاً إلى تطويع الشركات والأشخاص والمتاجرة بالقانون والمصداقية والمواثيق!!
وفي الوقت ذاته, لم تكن هناك حاجة لأدلة جديدة, على المفارقات التي تحتويها مشاهد اليوم في الخطاب والدور والممارسة، ولا على الانتهاكات الصارخة للحد الأدنى من المواثيق والمعايير.
كانت مصطلحاتهم المستعارة من أباطيل الصهيونية والامبريالية، وكانت مفرداتهم المستقاة من ألسنة الاسرائيليين والأميركيين والأوروبيين، حتى إن البعض احتار في تسميتهم بين مستعربين وأعراب أم متصهينين وأتباع وأجراء ومرتزقة.
وكان فجورهم السياسي والإعلامي، وكانت صفاقتهم وخيانتهم، فاستلوا سكاكينهم وخناجرهم، وما عجز عنه عتاة الفكر الاستعماري والإلغائي والتكفيري، جاهروا هم ببدائله، وقدموا الإثبات على أنهم أكثر مقدرة على سفك الدم والعدوان وايذاء السوريين.
لم يكتفوا بما مارسوه من عدوان مباشر وغير مباشر على الإعلام السوري.. ولم يكتفوا بما قدموه من دعم للقتلة والمرتزقة والمأجورين.. لم يروِ تعطشهم للدم كل ما فعلوه.. فكان البديل طريقة تشبههم في صفاقتها وتماثلهم في وضاعتها.. بالمال الذي يقتلون به يحاولون اليوم أن يسكتوا الصوت السوري.
ربما من الصعب على أيٍّ كان أن يفسر كل ما يجري.. أن يستنتج رغم كل ما فيه من أدلة ومعطيات ومعلومات موثقة.. لكن الأصعب أن نرى هذا الإجراء الوضيع دون أن يكون هناك في هذا العالم من يسأل أو يستفسر أو يحاكم ويحاجج، بعد أن داسوا المنطق وخلعوا عن وجههم أقنعة زائفة وشعارات كاذبة.
أين هو الحد الأدنى من القانون.. من الميثاق.. من العقود.. من الأصول التي يتم التعامل بها في العالم كله.. أين هي مؤسسات القانون الدولي.. وأين هي منظمات المجتمع الدولي التي أطبقت على أسماعنا عقوداً وربما قروناً في التنظير، في حق الإعلام وحرية الإعلام..؟!!
لا ننتظر جواباً.. ولا نعول على جواب.. لا ننتظر موقفاً، ولا نعول عليه.. فقد أدرك الجميع أنه لا طائل من الانتظار ولا فائدة من الجواب.
ما نعول عليه.. هو ذاته ما راهنا عليه في مختلف مراحل الأزمة.. وهو ما كان خلف تقهقر العدوان والحرب وما كان وراء فشلهم وعجزهم رغم ما حشدت له أدوات المؤامرة من امبراطوريات في الإعلام و السياسة والاقتصاد، وما استقوت به من أدوات الإرهاب وما جمعته من مرتزقة وما لجأت إليه من صفاقة ونفاق وكذب وافتراء وفبركة..
رهاننا وما نعول عليه هو إرادة هذا السوري الذي لا يمكن أن يهزم.. لا يمكن لأحد في هذا العالم أن يلوي ذراعه.. ولا يسكت صوته..
بدائلنا كثيرة.. ومن يظن غير ذلك فهو واهم.. أدواتنا، على محدوديتها، كافية لنخلق منها ما يرد هذا العدوان.. وما يصد تلك الاستباحة.. لن تعيينا الوسيلة ولا الطريقة ولا الأسلوب.
جربوا على مدى الأشهر الماضية كل ما في جعبتهم.. حاولوا.. استعانوا بأفكارهم وحبكاتهم التي شعرت الشياطين بالغيرة منها، ولم ينجحوا.. ولن ينجحوا.. لم يحققوا مرادهم.. ولن يحققوه..
نستطيع أن نجزم اليوم، أننا في خط المواجهة الأخير.. من المعركة الفاصلة التي تحدد المصير والوجود.. وفي المعارك الفاصلة لا يظنن أحد أننا سندخر جهداً أو سنوفر وسيلة أو طريقة أو أسلوباً.. وهذا هو قرارنا، كلما اشتدت هجماتهم وازدادت صفاقتهم ازددنا يقيناً بقرب حسمها..
حين يفردون لحربهم كل هذه المساحة سنفرد لردودنا ما هو أبعد من ذلك.. وسيبقى قاع موبقاتهم الذي يدرج كل يوم حضيضاً جديداً، شاهداً ودليلاً وحجة ومسوغاً.
يبقى للعرب أو من بقي منهم أن يجتروا خطابات العجز وشواهد ضعفهم إلى حين لا ينفع معه خطاب ولا يجدي فيه ضعف!!
a.ka667@yahoo.com