من الطبيعي ان يحظى المكلفين بمهام ادارية متقدمة بلقاء قيادات عليا عند تكليفهم بمهامهم الجديدة وان يستمعوا الى توجيهاتها المتعلقة بالمهام المنوطة بهم من حيث الاداء والمتابعة والتحلي باخلاقيات العمل وخدمة المواطنين والقيام بالواجبات بحس عال من المسؤولية وتنفيذ سياسات الدولة وخططها التنموية واحترام القوانين ومحاربة الفساد والتواصل مع الجماهير ومتابعة قضاياها والعمل باعلى درجات الكفاءة التي تعتبر اساسية للنجاح بالمهام المسندة اليهم .
ولا شك ان اسناد مسؤولية على درجة من الاهمية تعكس ثقة ذات دلالة ومعنى بهذا الشخص او ذاك وترتب عليه مسؤولية كبيرة توجب عليه احترامها والنهوض بها على اكمل وجه ولعل ما نلاحظه عند البعض من اولئك الذين انيطت بهم مثل تلك المهام ان يكثر في احاديثه العامة والخاصة عن انه قد تلقى الضوء الاخضر لاتخاذ كل القرارات التي تمكنه القيام بوجباته وتنفيذ رؤيته في العمل المسنداليه وهنا يفهم البعض من ذلك ان الضوء الاخضر يشمل كل شيئ وانه يتسم بالديمومة ما دام ذلك المسؤول في موقعه والحقيقة ان هذا التفسير هو تفسير مغلوط لا ينسجم مع الواقع اطلاقاولا يقاربه بشكل صحيح فالكل يعلم ان الضوء الاخضر هو السير بالاتجاه الصحيح وليس بالاتجاه الخاطئ والا كان قد سمي الضوء الاحمر.
ان الضوء الاخضر الذي اشرنا اليه لا يعني من وجهة نظرنا اطلاق يد المسؤول ايا كان موقعه باتخاذ ما يراه من القرارات او الاجراءات الافي حدود الانظمة والقوانين المرعية وبما يحقق المصلحة العامة ومن خلال اسس ومعايير شفافة وواضحة وهذا لا يلغي حق ذلك المسؤول في اجراء تغييرات في مفاصل العمل الذي اسندت اليه قيادته والمجيئ بكوادر جديدة تمتلك الكفاءة والرؤية والسمعةوالمهارة في الاداء .
ان استثمار مقولة الضوء الاخضر بشكل خاطئ ومحاولة تسويقها لتحقيق غايات شخصية وابعاد كوادر لها خبرتها وتجربتها وسمعتها لا يمكن النظر اليه على انه تغيير في مفاصل العمل وانما تبديل في الاسماء والمهام فقط وربما انعكس على العمل بشكل سلبي وكرس مفاهيم وثقافة تغيير خاطئة لها انعكاس على اداء المؤسسات واستقراها وبالتالي تطورها وتنامي اداءها وفاعليتها وتنفيذها لخططها المحددة في برامجها السنوية والقوانين والقواعد الناظمة لها .
ان نجاح هذاالمسؤول اوذاك في مهامه المسندة اليه يتحقق من وجهة نظرنا تبدأمن الية اختياره والمعايير التي اعتمدت في ذلك ودرجة موضوعيتها وانسجامها مع القواعد العامة التي تحددها القوانين والانظمة المرعية ويأتي تاليا امتلاك الرؤية الواضحة للعمل والاحاطة بمفرداته ومفاصله الاساسية والقدرة على تحريض الطاقات القائمة في حدودها القصوى وخلق حالة من الانسجام والتوافق والتاغم وضخ روح جديدة في جسم المؤسسة والاهم من ذلك توفير مناخ من الثقة لدى كافة العاملين فتوفير هكذا مناخ قادر على تحويل الطاقات السلبية الى حالة ايجابية والعكس هو الصحيح فمناخات التوتر وعدم الثقةالتي يوجدها اي مسؤول مهما ارتقى في المسؤولية تحول الطاقات الايجابية طاقات سلبية وهذا يشكل خسارة كبيرة للمؤسسات وهدر للطاقة البشرية ولاسيما الكفوءة منها وهو ما يحب التحذير منه والاشارة اليه وضرورة تلافيه ان وجد .
ثورة أون لاين – د. خلف علي المفتاح