الثورة- ترجمة ختام أحمد:
هناك دعم متزايد في مجلس الشيوخ لفرض عقوبات جديدة على روسيا بهدف الضغط عليها لإنهاء حربها في أوكرانيا، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب سيدعم مشروع قانون في مجلس الشيوخ يستهدف روسيا، على الرغم من إحباطه العلني المتزايد إزاء الحرب والافتقار إلى التقدم في محادثات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين موسكو وكييف.
صرح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون، أن العمل على التشريع- الذي يحظى بالفعل بدعم 82 عضواً- قد يبدأ في وقت لاحق من هذا الشهر، إلا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، رفضت الإفصاح عما إذا كان ترامب يدعم مشروع القانون، في إشارة إلى أن الرئيس قد يكون حذراً من السماح للكونغرس بتولي زمام المبادرة في قضية حيوية في السياسة الخارجية، وهي قضية وعد بإنهائها شخصياً في “اليوم الأول” من ولايته الثانية.
وقالت ليفيت في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: إن ترامب يعتبر العقوبات ضد روسيا “أداةً في جعبته”، مضيفة “إنه مستعد لاستخدام العقوبات إذا لزم الأمر، ومجلس الشيوخ والكابيتول هيل يدركان أن الرئيس هو القائد الأعلى”.
وقد يؤدي الاحتكاك المحتمل بين البيت الأبيض والكونغرس إلى تعقيد مساعي ترامب لإجبار روسيا وأوكرانيا على التوصل إلى تسوية تفاوضية للحرب.
وذكرت تقارير أن البيت الأبيض يدرس خيارات لفرض عقوبات جديدة على روسيا في الوقت الذي يخطط فيه مجلس الشيوخ للمضي قدماً في إجراءات العقوبات، وقد تعهد ترامب عند توليه منصبه بإنهاء الحرب التي بدأتها روسيا بغزوها الكامل لأوكرانيا في أوائل عام 2022، وانتقد أوكرانيا بشكل متكرر في الأشهر الأولى من عودته إلى البيت الأبيض، لكن خطاب ترامب تحوّل مؤخراً مع تزايد انزعاجه من نهج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تجاه مفاوضات السلام. واصلت روسيا وأوكرانيا تبادل الهجمات، مع رفضهما التراجع عن المفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، وقد صرح ترامب يوم الأحد الماضي بأنه سيدرس “بشكل قاطع” فرض عقوبات جديدة على موسكو بعد أن شنت روسيا هجوماً دامياً على مدن وبنية تحتية مدنية في أنحاء أوكرانيا وردت كييف بهجوم سري مُخطط له منذ فترة طويلة بطائرات مُسيّرة على منشآت عسكرية في عمق روسيا.
ووفقاً للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، ربما تكون هجمات الطائرات المُسيّرة قد شلّت ما يصل إلى ثلث القوة الجوية الاستراتيجية لموسكو، وعلى الرغم من انتقادات ترامب المتزايدة لبوتين، فإن السؤال يظل مفتوحاً بشأن ما إذا كان ترامب سوف ينفذ تهديداته بفرض عقوبات جديدة على روسياـ إما بشكل أحادي إما من خلال تأييد مشروع القانون الذي يشق طريقه عبر مجلس الشيوخ.
وقالت إلينا ريباكوفا، الزميلة البارزة في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي: “من غير المرجح أن يكون جاداً بشأن العقوبات، حتى الآن، شهدنا ضغطاً كبيراً على أوكرانيا، ولم نشهد أي ضغط على روسيا”. في عهد الرئيس السابق جو بايدن، عملت الولايات المتحدة بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي وحلفاء آخرين لفرض نظام عقوبات واسع النطاق ضد روسيا رداً على الحرب في أوكرانيا. ومنذ بداية الحرب، شلت العقوبات الغربية القطاع المالي الروسي، مستهدفةً كبرى البنوك والشركات وكبار رجال الأعمال المقربين من بوتين، كما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات صارمة على قطاع النفط والغاز الروسي، الذي يُسهم في تمويل المجهود الحربي لموسكو، وتشمل العقوبات تحديد سقف لسعر صادرات النفط الروسية. لقد زعم خبراء العقوبات والمحللون العسكريون منذ فترة طويلة أن الغرب يمكن أن يفعل المزيد من خلال استهداف الصين ودول أخرى استمرت في التجارة مع روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، ودعم الاقتصاد الروسي والسماح لموسكو فعلياً بتجنب عقوبات بايدن. وقال جورج باروس، الخبير في الشؤون الروسية في معهد دراسة الحرب: إن البيت الأبيض والكونغرس يملكان الكثير من الأدوات المتاحة لفرض المزيد من الضغوط على موسكو. وأضاف باروس: “نادراً ما نُطبّق إجراءات ثانوية على دول أخرى متحالفة مع روسيا تُسهّل التهرب من العقوبات”، وإن “نظام العقوبات الروسية أشبه بغربال مُسرّب ذي ثغرات واضحة يُمكن سدها”.