الثورة – سومر الحنيش
في إطار استعداداته لتصفيات كأس آسيا تحت (23) عاماً، يكثف منتخبنا الأولمبي لكرة القدم تحضيراته عبر سلسلة من المعسكرات الخارجية والمباريات الودية، سعياً للوصول إلى الجاهزية الفنية والبدنية المطلوبة، قبل الدخول في أجواء المنافسات الرسمية، فبعد أن أقام المنتخب معسكراً تدريبياً في لبنان تخلله لقاءان وديان أمام المنتخب اللبناني الأولمبي، نجح في الأول بتحقيق فوز عريض برباعية نظيفة، قبل أن يخسر المباراة الثانية بهدفين مقابل هدف، ورغم تباين النتائج، اعتبر الجهاز الفني التجربتين محطة مهمة للوقوف على إمكانيات اللاعبين، لاسيما في ظل غياب كامل للاعبي ناديي الكرامة وحطين.
معسكر آخر في قطر
ويشد المنتخب رحاله إلى قطر لإقامة معسكر تدريبي أخير، يمتد لعشرة أيام في العشرين من الشهر الجاري، يخوض خلاله مباراتين وديتين، الأولى أمام المنتخب القطري يوم (23) الجاري، والثانية أمام منتخب سريلانكا، في التاسع والعشرين من الشهر نفسه.
وتعد مواجهة “العنابي” اختباراً حقيقياً لقدرات منتخبنا، إذ يُعرف المنتخب القطري بتطوره الكبير في السنوات الأخيرة على مختلف الأصعدة، ما يجعل اللقاء فرصة ثمينة لكشف الثغرات الدفاعية والهجومية والتكتيكية، أما مباراة سريلانكا فستكون مناسبة مثالية لتجربة أكبر عدد من اللاعبين ومنح الجهاز الفني مساحة أكبر لاختبار الجاهزية قبل الاستحقاق الآسيوي.
واقعية البحري
مدرب المنتخب، الكابتن ماهر بحري، يعتمد أسلوباً واقعياً بعيداً عن المغامرة، إذ غالباً ما يبدأ بتشكيلة أساسية ثابتة، ويجري تغييرات محدودة في الشوط الثاني، وهو ما ظهر بوضوح في المباريات الودية الأخيرة، وستكشف مواجهة “العنابي” مدى قدرة الفريق على الصمود أمام خصم قوي ومنظم، بينما ستمنح مباراة سريلانكا فرصة لمعالجة الأخطاء وتجريب العناصر الجديدة.
ويبقى الهاجس الأكبر قبل انطلاق التصفيات، بحسب المهتمين والمتابعين، هو العقلية الكروية التي ما زال منتخبنا يعاني من غيابها، فبرغم امتلاكنا مواهب كبيرة، يتمنى أي منتخب آسيوي الحصول عليها، إلا أن غياب الاحترافية وضعف الإعداد الإداري والفني، والخوف من النتائج، يقف عائقاً أمام استثمار هذه الطاقات بالشكل الأمثل، وبينما نرى منتخبات أقل موهبة منا، وأقل تصنيفاً لكنها تتفوق علينا بفضل التنظيم، والاستقرار الفني، والانضباط التكتيكي، ما يجعل الفارق بيننا وبينها يتسع داخل الملعب.
بين الأمل والواقع
التصفيات الآسيوية ستنطلق مطلع أيلول المقبل في طاجكستان، حيث سيواجه منتخبنا كلاً من الفلبين ونيبال إلى جانب صاحب الأرض، وبين التفاؤل الحذر والواقع الصعب، يبقى الأمل معقوداً على أن يقدم الأولمبي وجهاً مشرفاً يليق بموهبة لاعبينا، وسمعة الكرة السورية، وطموح جماهيرنا التي تنتظر مشاركة مشرفة.