الثورة – سمر رقية:
منذ زمن طويل استخدمت المبيدات الزراعية لمكافحة الأمراض والحشرات على الأشجار والنباتات، من أجل حمايتها ونموها ومكافحة الحشرات الضارة بالبيئة، مثل الذباب والبعوض وغيرها، و لكن كثرة استخدامها، قد تشكل مخاطر على البيئة وصحة الإنسان إذا لم يتم التعامل معها بعناية.
لمعرفة مخاطر وأضرار المواد الكيميائية على ما نزرعه وما نأكله، تواصلت مراسلة “الثورة” مع المهندس الزراعي علي عمران، الذي أوضح أن بعض النباتات تحتوي على مواد كيميائية طبيعية، قد تكون سامة، مثل السيانيد في بعض أنواع الفاكهة أو قلويدات في بعض النباتات.
يمكن أن تسبب هذه المواد مشكلات صحية، مثل اضطرابات الجهاز الهضمي أو مشكلات عصبية، إذا تم تناولها بكميات كبيرة.
مشكلات صحية وبيئية
كما وتسبب المبيدات الحشرية والفطرية ومبيدات الأعشاب مشكلات صحية للإنسان، إذا تم استنشاقها أو ابتلاعها أو ملامستها للجلد، قد تشمل الأعراض تهيج الجلد والعين، وصعوبة التنفس، واضطرابات عصبية، وحتى السرطان في بعض الحالات.
لافتاً إلى أن استخدام المواد الكيميائية الزراعية يسبب تلوث الهواء والماء والتربة، ما يؤثر على الحياة البرية والنظم البيئية.
اضطرابات هرمونية
ونوه عمران بأنه مع استمرارية استخدام المبيدات الزراعية، تتراكم بقايا المبيدات في المحاصيل الغذائية، ما قد يشكل خطراً على صحة المستهلكين، و قد يؤدي التعرض للمبيدات أو المواد الكيميائية الأخرى إلى التسمم، الذي قد يكون حاداً أو مزمناً.
ويسبب أيضاً الاضطرابات الهرمونية، إذ إن بعض المواد الكيميائية الزراعية، يمكن أن تتداخل مع نظام الغدد الصماء وتسبب اضطرابات هرمونية.
تدابير وقائية
عمران أكد أن استخدام هذه المبيدات، يجب أن يكون في الوقت والزمان المناسبين من أجل الاستفادة منها، ويجب أن تستخدم بالمعايير المطلوبة حتى لا تؤذي النباتات، ولا يكون لها ضرر على صحة الإنسان، وهناك فترة تسمى فترة أمان للمبيد، يعني بعد يومين أو أسبوع يمكن قطف الثمار أو الخضار وغسلها وتناولها من دون أي ضرر.
ونوه بالأثر المتبقي الذي تتركه المبيدات على الخضار والفواكه، إذ إن لها ضرراً على الصحة إذا استخدمت بأكثر من الحدّ أو المعيار المسموح به ، لذلك يجب التقيد بالمعايير المطلوبة أثناء عمليات الرش، وبعد فترة الأمان، تقطف الثمار وتغسل جيداً بالماء أو يقشر بعضها ، أو تنقع بمحلول مطهر، أو ملحي هو نوع من التعقيم لها أو تنقع به.
ولضمان السلامة أكثر وعدم حدوث أية أضرار، وعند عمليات الرش يجب اتخاذ كافة الاحتياطات مثل لبس القفازات والكمامات.
وهناك أثر متبق للمبيدات تكون في قشرة الثمار، وهي أجزاء بالمليون وتحتاج الى مخابر وتحاليل دقيقة لمعرفة نسبتها.
أثر تراكمي
من جهته، بين المهندس الزراعي سمير الخطيب، أن زيادة نسبة استخدام المبيد عن الحد النظامي، تؤثر سلباً على نمو النباتات وتسبب لها الحروق، أما تأثيره على الإنسان، فيكون سلبياً عند جني المحصول، وتناوله قبل انتهاء فترة الأمان الخاصة بكل مبيد.
والمبيد ذات أثر تراكمي في جسم الإنسان، ما يؤدي إلى أمراض مختلفة، ومنها السرطان، لكن المكافحة ضرورية وأقل تأثيراً على الإنسان إذا نفذت بشكل صحيح.