الثورة – سيرين المصطفى
أطلقت فرق الدفاع المدني السوري، يوم الأحد 17 آب/أغسطس الجاري، حملة خدمية تحت عنوان “بالعمل نبنيها وبقلوبنا نحميها”، بهدف تحسين واقع الحياة اليومية في منطقة خان شيخون والتخفيف من معاناة الأهالي جراء ما خلّفته سنوات الحرب من دمار وإهمال، وذلك بالتعاون مع إدارة منطقة خان شيخون ومؤسسة البيئة النظيفة E-Clean، وبمشاركة واسعة من سكان المدينة.
ووفق ما أعلنت مؤسسة الدفاع المدني، تشمل الحملة مجموعة من الأنشطة الميدانية، أبرزها فتح الطرقات العامة والفرعية، وإزالة الأنقاض والركام الناتجة عن القصف الجوي والمدفعي الذي تعرضت له المنطقة خلال السنوات الماضية من الحرب التي شنها نظام الأسد وداعموه.
كما تتضمن الحملة نقل الأنقاض إلى مكبات مخصصة، تمهيداً لإعادة تدويرها واستخدامها في مشاريع خدمية أخرى، مثل تعبيد الطرق الزراعية والفرعية، بما يسهم في دعم جهود إعادة تأهيل البنية التحتية وتسهيل حركة التنقل داخل المدينة.
وتقدر كمية الركام والأنقاض المُراد رفعها بنحو 100 ألف متر مكعب في عموم المنطقة.
وتسعى الحملة أيضاً إلى تهيئة البيئة المناسبة لـ عودة الأهالي المهجرين إلى منازلهم، عبر توفير طرق آمنة وميسّرة، وتعزيز الوصول الإنساني إلى المنطقة، بما يشكّل خطوة جديدة على طريق التعافي المجتمعي والبناء التدريجي بعد سنوات من التهجير والحرمان.
وكان أهالي مدينة خان شيخون قد عبّروا في وقت سابق عن معاناتهم اليومية نتيجة تراكم الأنقاض والركام في الطرقات، الأمر الذي أدى إلى تعطيل الأعمال الروتينية، وزيادة مخاطر الحوادث، فضلاً عن احتمالية انتشار الحشرات والقوارض وما ينجم عن ذلك من مشكلات صحية وبيئية.
وقد وجّه السكان نداءات استغاثة متكررة للجهات المعنية للمطالبة بإزالتها، وتُعدّ الأنقاض من أبرز التحديات التي تواجه المناطق المتضررة بالقصف، لما تسببه من خطر مباشر على السلامة العامة، وصعوبة في تقديم الخدمات الأساسية كالإسعاف والنقل، إضافة إلى تعطيل مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية.
ومع انطلاق الحملة الخدمية “بالعمل نبنيها وبقلوبنا نحميها”، عبّر العديد من الأهالي عن ارتياحهم الكبير لهذه الخطوة، مشيرين إلى أنها جاءت استجابة لمطالبهم، وأكدوا استعدادهم التام للتعاون والمساعدة في إنجاح الحملة، سواء بالمشاركة المباشرة أم من خلال دعم فرق العمل، في مشهد يعكس روح التضامن المجتمعي والرغبة الصادقة في استعادة الحياة الطبيعية للمدينة.