باريس – أحمد صلال:
تستعد الجالية السورية المسلمة في فرنسا، لاستقبال عيد الأضحى المبارك مع اقتراب موعد العيد الأول بعد سقوط النظام المخلوع، وإيماناً بالحفاظ على طقوس العيد الشامي، وسعياً ليكون العيد في أبهى صوره، تسعى الجالية السورية المسلمة لتوفير كل ما يلزم، تعبيراً عن تمسكهم الراسخ في هويتهم الدينية والثقافية.
طقوس شامية
الصلاة في المساجد والمشاركة في الأعمال الخيرية، وبين اقتناء الأضحية وخياطة الملابس التقليدية، لتعزيز إيمانهم وتقوية الروابط الأسرية والعلاقات التي تجمعهم أشياء يجعل منها السوريون تفصيلات تبعث على السعادة وتعبيراً عن ارتباطهم ببلدهم الأم سوريا.
الأسر السورية مثلها مثل بقية المسلمين في فرنسا، تحرص على التجمع في يوم العيد، وعلى الرغم أن الذبح داخل المنازل أمر غير مسموح به في فرنسا، يقوم أرباب الأسر مسبقاً بطقوس نحر الأضحية التي تتم عادة في أماكن محددة ومرخصة من قبل السلطات المحلية، أما البعض الآخر يفضل شراء اللحوم من محلات الجزارة الحلال أو المتاجر الكبرى.
ويعد عيد الأضحى مناسبة كذلك للتضامن مع المحتاجين، وتلجأ العديد من الأسر السورية إلى التبرع بالأضحية أو كمية من اللحم لمصلحة الجمعيات الخيرية التي تتولى توزيعها على العائلات المعوزة في فرنسا وخارجها. وتجسد هذه الأعمال الخيرية قيم التضامن والتشارك التي تميز هذا العيد المبارك.
ويوم العيد، الذي سيتم الاحتفال به يوم الغد الجمعة في فرنسا، يتوجه المصلون إلى المساجد لأداء الصلاة ولقاء باقي أفراد الجالية. ويعد مسجد باريس الكبير خير نموذج على ذلك.
وفي تصريح صحفي لصحيفة الثورة، أكد عبد الحميد خليفة إمام مسجد أنه “في مسجد باريس الكبير، تجري تهيئة كبيرة بمناسبة عيد الأضحى، ونظراً للتدفق المهم للمصلين، فإن أعضاء الجمعية الذين يديرون المسجد والمصلين وعدد كبير من المتطوعين يتجهزون للتحضير لهذه المناسبة المهمة.
وأشار إلى أنه خلال العيد، ينظم مسجد باريس الكبير، الذي فرض نفسه في غضون سنوات كثيرة كرمز حقيقي للمسلمين في فرنسا، أعمالاً تضامنية من خلال جمع التبرعات للمحتاجين.
وأردف قائلاً: نقوم بدور الوسيط من خلال توزيع تبرعات اللحوم على العديد من المحتاجين، معرباً عن أمله في أن تكون الأجواء هذا العام احتفالية بشكل خاص، لأنه يتزامن مع احتفالات النصر السوري مما سيتيح للأسر والأطفال الحضور بأعداد غفيرة.
شغف سوري
من جانبها، لا تتخلف المتاجر الكبرى السورية عن ركب الاحتفالات، وتتكيف هي أيضاً مع هذه الفترة من السنة في فرنسا، فتجد أكشاك بعض المتاجر تزدان بمنتجات خاصة بالعيد، مثل التوابل وأدوات المطبخ واللحوم الحلال بوفرة والحلويات والسكاكر السورية، مع عروض ترويجية خاصة وأقسام مخصصة لهذه المنتجات.
باقة واسعة من الأزياء التقليدية الشامية، تظهر شغف السوريين بها، وتتنافس المتاجر المتخصصة بالملابس التقليدية السورية على تقديم باقة من الأزياء وخيارات متنوعة وعروض ترويجية لجذب زبائنها.
وفي هذا الصدد يشير محمد حسن بائع في متجر سوري إلى الأجواء الخاصة التي تخيم على المتجر في عيد الأضحى ونسبة الإقبال العالية التي وصفها بأنها تعبير عن “عيد النصر”.
هي إذاً مظاهر تجسد تمسك السوريين في فرنسا بالعادات الأصيلة المرتبطة بهذه المناسبة الدينية، وقيم التسامح والتعايش والتضامن الراسخة في تقاليد المجتمع السوري.