الثورة – سمير المصري:
العيد فرحة وسعادة وبهجة وسرور، وشعور جميل أن نحتفل بالعيد، ولكن الأجمل هو أن ندخل السعادة إلى قلوب الأطفال باعتبارهم المعنيين بمثل هذه المناسبات السعيدة، ويقضون معظم أوقات أيام العيد في الحدائق وساحات الأعياد للتسلية والمرح، وهذا هو العيد بالنسبة لهم ثياب جديدة وألعاب ومراجيح وغيرها، إلا أننا نلاحظ أن هناك بعض الظواهر السلبية والمنغصات التي قد تفسد الفرحة سواء للكبار أو الصغار بالعيد ونشوته، وقد تحوله إلى قلق ونكد وحتى إلى كوارث ومآتم.
ومن أهم هذه المنغصات والتي تعكر فرحة الجميع بالعيد ظاهرة الألعاب النارية والمفرقعات، والتي يتفنن سواء أكان مصنعوها أو مستوردوها باختراع أشكالها وأنواعها المختلفة بطريقة مغرية حتى للكبار، فكيف للأطفال الصغار!؟ ويقدمون على شرائها واستخدامها بطريقة غير سليمة، مما يؤدي لتعرض الكثير منهم للأذى والضرر لخطورة هذه الألعاب والمفرقعات من حروق وتشوهات وحتى قد تتسبب بعاهات دائمة، ولا يقتصر ضرر هذه المفرقعات على الأذى الجسدي بل يصل الأمر إلى تأثيرات نفسية للأهل، حيث تتحول الفرحة بالعيد إلى حزن وألم، إضافة إلى الأضرار المادية لاستخدام هذه المفرقعات من خلال استنزاف جيوب الأطفال وأسرهم من خلال طرق إغراء الأطفال بالحصول عليها، لأنه يتم دخولها بشكل غير نظامي من خلال التهريب.
ومن المنغصات الأخرى والتي تزداد كثيراً خلال أيام الأعياد والتي لا تقل خطورة عن المفرقعات والألعاب النارية هي ظاهرة الدراجات النارية، إذ تزداد هذه الظاهرة بشكل ملحوظ في العيد وفي الأماكن والساحات المكتظة بالكبار والصغار، وتشاهد الأطفال الصغار هم من يقودون هذه الدراجات وبشكل متهور، بالإضافة لقيام الكثير من ضعاف النفوس باستغلال هذه المناسبة من خلال قيامهم بتأمين هذه الدراجات وتأجيرها للأطفال الصغار، لأن همهم ملء جيوبهم من عيديات هؤلاء الأطفال وتحقيق مكاسب مادية غير آبيهن لمخاطرها الكبيرة التي قد يتعرض لها الأطفال واستخدام هذه الدراجات والحوادث التي قد يتعرضون لها، وبالتالي تحويل فرحتهم وأسرهم بالعيد إلى أحزان وأتراح.
وهناك ظاهرة أخرى تعتبر من المنغصات السلبية المهمة التي نراها ونلمسها وخاصة في أيام العيد والأكثر ضرراً على الأطفال وتنتشر بشكل كبير وواسع أيام العيد، وتتمثل بقيام الباعة الجوالين بتقديم الأطعمة والحلويات والعصائر المكشوفة للأطفال وبشكل غير صحي، ولا تخضع هذه المواد لأي رقابة سواء أكانت صحية أم تموينية، وهذا ما يؤدي إلى تعرض الكثير من الأطفال بعد تناولهم لهذه الأطعمة والحلويات المكشوفة لحالات تسمم وأعراض صحية تؤدي لدخول المشفى، بالرغم من التحذيرات من قبل الجهات المعنية للأطفال بعدم تناول تلك الأطعمة المكشوفة والمعرضة للتلوث من الباعة الجوالين الذين لا يتقيدون بالتعليمات الصحية لأن همهم الوحيد هو الجانب المادي حتى ولو كان على حساب صحة الأطفال.
هناك الكثير من المنغصات والظواهر السلبية التي قد تعكر المظاهر الجميلة والسعيدة للعيد، مما ينعكس بشكل سلبي على الأطفال أو أهاليهم، لذلك لابد من تفعيل دور الجهات الرقابية والصحية المعنية من خلال تشديد آلية الرقابة على ضعاف النفوس، وعدم استغلالهم هذه المناسبة، فلا بد أن يكون للأهل دور من خلال توعية أطفالهم ومراقبتهم في هذه المناسبات كي لا تحصل أمور قد لا تحمد عقباها.