الثورة – مها دياب:
في خضم التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، يبحث الإنسان عن ركائز ثابتة تساعده على تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي، وتدفعه نحو النمو والتقدم.
فالتغيير ليس مجرد مرحلة عابرة، بل هو جوهر التطور الشخصي والارتقاء الجماعي، حين يدرك الفرد أن التحولات الكبرى تبدأ من الداخل، يصبح أكثر قدرة على التأثير في بيئته وإحداث فرق ملموس في محيطه الأسري والاجتماعي.
لعلها أدوات عملية تحسن الحياة، هذا ما تؤكده مديرة مؤسسة “مسك الخيرية” الدكتورة شذى الحاج عثمان في قولها لـ”الثورة”: إن قوانين التغيير ليست مجرد نظريات، بل هي أدوات عملية تساهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز الشعور بالرضا والاستقرار.
فمثلاً، الامتنان اليومي لا يقتصر على كونه تصرفاً إيجابياً، بل يتحول إلى طاقة محفزة تحسن العلاقات وتعزز ثقافة الاحترام والتقدير داخل المجتمع، أيضاً، مبدأ السببية يعكس أهمية كل فعل يقوم به الإنسان، حيث تترتب عليه نتائج مباشرة أو غير مباشرة، مما يشجع على نشر الخير والإيجابية.
التغيير نحو بيئة داعمة
وأضافت: إن التغيير لا يقتصر على الفرد فقط، بل يمتد ليشمل العائلة والمجتمع، فعندما يبدأ الشخص في تحسين عاداته، مثل تبني أسلوب تفكير أكثر مرونة أو تعزيز قدرته على التأقلم مع الظروف، فإن هذا ينعكس على من حوله، فيخلق بيئة داعمة ومحفزة للنمو.
النجاح أيضاً ليس مجرد تحقيق هدف معين، بل هو رحلة تعتمد على السعي المستمر والتوازن بين العمل والطموح، وبين التخطيط والثقة بالمسار الذي يسلكه الإنسان.
وأشارت عثمان إلى أن فهم قوانين التغيير والارتقاء لا يساعد الفرد فقط على تحسين حياته، بل يسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكاً، وتصبح المبادئ الإيجابية جزءاً من الثقافة العامة، مما يؤدي إلى بيئة اجتماعية قائمة على الاحترام والدعم المتبادل. فكل خطوة صغيرة نحو التغيير، مهما بدت غير ملحوظة، يمكن أن تتحول إلى تأثير عميق ينعكس على المجتمع بأسره.
نحو مجتمع أكثر وعياً
وختمت قولها: إن قوانين التغيير والارتقاء ليست مجرد نظريات، بل هي أدوات عملية تمنح الإنسان القدرة على تطوير ذاته وتعزيز محيطه الاجتماعي. فعندما يصبح الامتنان عادة، والتغيير الداخلي نهجاً مستداماً، يتحول كل فرد إلى قوة إيجابية تدفع المجتمع نحو التقدم. فكل فعل بسيط، مهما بدا غير مؤثر، يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتحولات عميقة تترك أثرها في العائلة، والعمل، والمجتمع بأسره.
فالمجتمعات الأكثر استقراراً ونمواً ليست تلك التي تخلو من التحديات، بل تلك التي يدرك أفرادها أن التغيير يبدأ منهم أولاً، وأن السعي نحو الأفضل هو رحلة جماعية، يتحقق فيها النجاح حين يلتقي الجهد بالإرادة والوعي.