منزل للبيع…!

الثورة – سعاد زاهر:

اعتقدت أنه مضى على رؤية صديقتها أكثر من عشر سنوات، لكن حين دخلت زوجة أخيها قالت لها: لقد حضرتي إلينا منذ حوالي أربع سنوات مع صديقتك الظريفة..! إذا لماذا تشعر أن دهراً مضى على رؤيتها صديقة طفولتها، حتى هذه الزيارة صدفة، إذ إنها لطالما استقلت المواصلات عائدة إلى منزلها من وسط البلد.

لكنها فوجئت اليوم ان أمكنة السيارات قد تبدلت والهدف تخفيف الازدحام عن وسط دمشق، هالها الأمر ولم تدر ماذا تفعل وهي على هذه الحال من التعب والارهاق، وعندما يئست من وجود حل، استقلت “السرفيس” الذي يفضي بها إلى منطقة دمر، حيث كان يفترض أن تنزل في منطقة الوزان، كي تتابع رحلتها باتجاه مكان سكنها.

أخبرت سائق السرفيس أن يتابع رحلته وينزلها أول “مشروع دمر” بتردد كبير اتجهت نحو منزل صديقتها، ما إن دخلت الدرب المفضية إلى المنزل الأرضي حيث تقطن صديقتها، حتى أطلت عليها من بعيد تلك الحديقة التي لطالما ضمتها مع تلك العائلة الفريدة من نوعها.

عناق سريع كعادتها في مثل هذه المواقف تتجنب العواطف، وتفضل أن تبقى في تلك الأمكنة المنطقية، فقد جمدت عواطفها منذ فترة طويلة، في بلد يغص بالصراعات يصبح الأمر طبيعياً، وبالفعل لم تشعر بكل تلك العواطف التي كانت تشعر بها قبل أكثر من ثلاثين عاماً حين كانت تدخل المنزل ويغص بساكنيه.

ماذا اعتقدت أنها ستراهم جميعاً كما تركتهم، مع أنها حضرت العزاء في كل فرد رحل من هذه العائلة، إلا أنها شعرت بفراغ رهيب يغط فيه المنزل الذي لطالما أوحى لها بالطمأنينة، وكان ملجأها الفريد.

سارعت الصديقة التي فرحت جداً بصديقتها العتيقة إلى الاحتفاء بها مباشرة، كانت قد استيقظت للتو من النوم، كعادتها في الاستيقاظ متأخرة، بينما تركت القهوة تغلي على النار، سارعت للاتصال كي تحضر الضيافة، ما زالت كريمة كعادتها رغم ضيق الحال.

بدا الحديث منساباً، لطيفاً، كأنها لم تغادر صديقتها يوماً، كأنها فارقتها بالأمس، كانت قد قررت أن تمضي وقتاً قليلاً ثم تمضي لتنجز عملها، لا تدري كيف مرت الساعات، وهي جالسة لا تقوى على الحراك، وكلما غابت صديقتها، تسرقها الذكريات.

تذكرت أخت صديقتها الكبرى التي غادرت إلى إحدى الدول ولاتزال تعيش هناك، وكل من رحل، وكيف يبدو المنزل بلا صخب بغياب الحضور الصاخب للوالدة الراحلة، كانت تسيل الذكريات كأنها حدثت للتو، وحين خرجت إلى الحديقة تستطلع الأحوال، سارعت إلى قطف بعض حبات المشمش الخضراء التي لم تنضج بعد.

استغربت كيف أن تلك الحديقة البهيجة تبدو حزينة تشعر بالهجران، شعرت بتغير المكان وطاقته من حديقته، وحين علمت أن البيت معروض للبيع، لأن الإخوة يريدون اقتسام الحصص، أدركت سر الفراغ الذي شعرت به روحها، والارتباك الذي يرافق صديقتها أينما تحركت.

آخر الأخبار
قمة الدوحة.. هل آن أوان الفعل؟  حظر شامل على مستعمرات الاحتلال.. مطلبٌ دوليٌ يكتسب زخماً غــزة تحت النار .. والموت يأتي من الحصار قبل القصف  قمة الدوحة أمام اختبار التاريخ .. هل تردُّ على الغطرسة الإسرائيلية؟ السياسة السورية.. فن الممكن بصبر محسوب ودقة متقنة مستثمر يسهم في تطوير مطاحن الدولة "إسرائيل" تمعن في تقويض الاستقرار وتغتال فرص السلام 20ساعة بلا كهرباء.. هل من حلول؟ "خان الحرير- موتكس".. قناة تسويقية للمنتج السوري " وطني اللاذقية".. صرح طبي ينبض بالحياة والعناية المستمرة هل أصبحت الاستقالة شكلاً من أشكال الاحتجاج الصامت؟ الريف ينهض بالنساء .. ودبس البندورة بداية الحكاية حلب .. نحو شوارع بلا مخالفات! الزراعة الحافظة.. مواسم مقاومة للجفاف في ريف حلب أياد من ذهب تحفظ الطين من النسيان المرأة السورية.. شريك فاعل في التغيير السياسي والاجتماعي الأطراف الصناعية .. بين الأمل والنقص! الاقتصاد الريعي ينهار والإنتاجي ينتعش التخطيط الاقتصادي.. في مواجهة الأزمات الزراعة المائية.. ثورة زراعية بلا تربة