جغرافيا الانسياب

ثورة أون لاين: تتلاشى أهمية الأسماء والرموز حين يدور الحديث عن الأفكار، فلا تعود للأسماء إلا الدلالة، ولا يعود للرموز والرايات إلا التذكير فحسب، فتنظيم القاعدة المتطرف ليس متطرفاً بدلالة اسمه أو رموزه، بل بدلالة أفكاره وأهدافه ووسائله..
إذ يمكن لكلمة «القاعدة» أن تكون اسماً أو تعبيراً عن أي شيء آخر غير التطرف، وحتى مخالفاً تماماً لما هو عليه اليوم.. إذا كان للاسم المجرد دلالة على فكرته ومحتواه، كأن يكون اسماً لتنظيم يساري أو ماركسي أو ليبرالي مثلاً يستند في مجموعة أفكاره إلى الجماهير بوصفها قاعدة اجتماعية !‏

على هذا النحو لا يعود اسم «داعش» أو «النصرة» بحد ذاته دلالة على التطرف أو الاعتدال.. إلا حين ترتبط الدلالة بالفكرة، فيتضح أن «النصرة» مثلاً تعبير عن تنظيم إسلاموي العقيدة متطرف الأداء والأدوات. ومناسبة الحديث في هذا الإطار تساؤل مقابل يدور حول من هي الجماعات المتطرفة ومن هي المعتدلة في فصائل «المعارضة» السورية، وإذا كانت أسماء مثل داعش والنصرة باتت علنية ومعروفة، وارتبطت دلالة اسمها بأفكارها وأهدافها أشد الارتباط.. فما الذي يمنع أسماء جديدة من أن تنطوي على الاعتدال وهي في حقيقتها متطرفة والعكس صحيح؟‏

القوائم الاسمية بأسماء الفصائل «المعتدلة» في المعارضة السورية وإحداثيات حضورها الجغرافي على الأرض السورية لا يعني أبداً أنها معتدلة لسببين رئيسين :‏

الأول : هذه الفصائل «معتدلة» بالاعتراف السياسي الأميركي وليس بالتعريف الأميركي للاعتدال، ولا أحد حتى الآن يعرف ما الذي يعنيه الاعتدال السياسي بالنسبة إلى الأميركيين.. سوى انه تعبير مبهم لا يجيد تفسيره سواهم وعلى هواهم.. فضلاً عن أنهم أعلنوا غير مرة فشلهم في العثور على هؤلاء المعتدلين!‏

الثاني : هذه الفصائل متجاورة ومتداخلة ومتشابكة جغرافياً… بل ومتماهية سياسياً مع فصائل أخرى ثبت تطرفها كداعش والنصرة وغيرها، ما يعني أن انسياب عناصرها بين هذه وتلك يحمل الطابع نفسه والقدرة على الانسياب والتماهي، وهي قد تصبح على حال وتمسي على آخر في اليوم الواحد دون أن يعني ذلك اختلافاً لها!‏

وقد حدث الكثير من هذه الانسيابات والتماهيات خلال سنوات الحرب على سورية، وبالتالي ولد الكثير من الأسماء والرايات الجديدة واندثر الكثير منها أيضاً، وبما يعني وبقدر واسع من اليقين أن القاعدة «الذهبية» بالنسبة إلى هذه الفصائل جميعاً إنما هي التطرف الديني والمذهبي، وأن الاسماء والرايات المرفوعة ليست سوى دلالات أولية.. لا تعني شيئاً قبل انسياب عناصر هذا الفصيل في الفصيل الآخر أو قبل تماهي ذلك الفصيل في الآخر جملة وتفصيلاً؟‏

الاحداثيات الجغرافية لهذه الفصائل جميعاً ونقاط تموضعها متحركة متبدلة ومتغيرة.. تماماً كأسمائها وراياتها ورموزها، ولئن كانت أفكارها ومنظوماتها الذهنية واحدة ثابتة، فإنها مجتمعة متآلفة متطرفة سواء اتصلت جغرافياتها أو انفصلت وتباعدت.. والانسيابات في ما بينها جارية!‏   

خالد الأشهب

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم