الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
بحضور عدد كبير من المشاركين والمهتمين تحوَّل المعرضُ لعرسٍ شعبي، تكاد لا تجد موقع قدم داخل الصالة الأثرية لكنيسة “مار جرجس” في حي الحميدية، حيث أقيم معرض الفنون التشكيلية للهواة والمحترفين بعنوان “معرض لوحات الفن التشكيلي” بتناغم بين الماضي والحاضر، وحضور فنانين محترفين بجانب هواة مبتدئين يشكلون فسيفساء رائعاً ، يعبِّر عن البيئة السورية،.
يستمر المعرض من 20 تشرين الثاني حتى 25 تشرين الثاني، وهناك التقينا مع عدد من المشاركين والمهتمين.
أشار مطران حمص للروم الأرثوذكس جارجيوس أبو زخم لما يقدمه ملتقى أورنينا من مواهب مميزة، حيث يقوم بتشجيعهم وصقل وتنمية مواهبهم، وتناول تنوع الموضوعات في المعرض والتناغم بين الانسجام الذي عبَّر عنه الفنانون، وما لمسه من شغف لدى المواهب الصغيرة، وبأن الحركة التشكيلية في حمص في نشاط دائم برغم من الظروف الصعبة التي يمر بها الفنانون، يحاولون تقديم الأجمل ..
أما رئيس مجلس إدارة أورنينا” ريمون كبرون فأشار لمشاركة 44 فناناً بقرابة 90 لوحة من أغلب المحافظات السورية ومن لبنان الشقيقة، ومن ضمن اللوحات المشاركة أربع لوحات للفنان الرحل “أحمد رحال” كتخليد لذكراه، وأشار بأن اللوحات المشاركة أغلبها اتسمت بالانطباعية والواقعية والقليل من التجريد، وهو المعرض السابع لملتقى أورنينا.
أما الفنان التشكيلي جمال إسماعيل فكانت مشاركته مميزة بأسلوبه النافر بإتقان واحترافية كعادته، حيث شارك بثلاث لوحات.. إحداها تمثل التناقض بين خضرة عباد الشمس والأغصان اليابسة على الأشجار بجانبها، كأنها تناقضات الحياة، بالإضافة لدرب يتجه إلى اللانهاية ربما هو درب الأمل، وفي لوحة أخرى جمع الشباب الحالم بمستقبل مشرق مع الآلة الموسيقية والكتاب ربما نحقق هدفنا بشكل أجمل من خلال العلم بكافة المجالات حتى الفنية منها، واتسمت لوحاته بمزجه بين الواقعي والتجريد..
جاءت من لبنان الفنانة يمن أحمد لتكون مشاركتها الأولى بالحضور إلى سورية، بعد مشاركاتها السابقة بلوحاتها فقط، وقد استخدمت في لوحاتها الاكرليك والزيتي متأثرة بالمدرسة الانطباعية والتجريد.
أما الفنانة شيراز درويش خريجة الفنون الجميلة من جامعة تشرين القادمة من اللاذقية فعبَّرت لوحاتها عن انفصام الشخصية مستخدمة الاكرليك بهدف الاطلاع على تجارب الفنانين الجدد، ورأت أن المعرض تحول لمنبر للتواصل الاجتماعي..
من مصياف شارك الفنان التشكيلي رامي جوهرة خريج علم النفس بلوحة كلاسيكية تمثل البحر، وللفنان التشكيلي عدة مشاركات منها دولية مثل معرض اهدن الدولي عام 2004 في لبنان، والعديد من المعارض ضمن معارض وزارة الثقافة، والعديد من المعارض الأخرى، وهو عضو في اتحاد الفنانين التشكيلين منذ 15 عاماً.
وشاركت الفنانة إيمان محمد من مصياف بلوحة تمثل الطبيعة، وقد أحبت المشاركة بهذا المعرض الجماعي للاطلاع على تجارب الفنانين وللتعريف عن عملهم، من خلال مرسمهم هي وزوجها الفنان “رامي جوهرة” اللذان يقومان بتعليم الأطفال الرسم الاحترافي، ولها العديد من المشاركات في المراكز الثقافية، وأشارت لدعم زوجها لها وبأنها صقلت موهبتها في معهد صبحي شعيب، وتحدثت عن دعم زوجها لها وتعليمها التقنيات، حيث انعكس هذا التناغم على أولادهم ليتوجه أطفالهما للرسم..
وكان من بين المشاركين بعض طلاب معهدهم منهم مدرِّسة اللغة الإنكليزية والألمانية رؤى الشيخ التي تعلمت الرسم في سن متأخر، شاركت بلوحة منسوخة عن لوحة عالمية، وهو منظر الغروب في سويسرا..
وكان للحرق على الخشب حضور من خلال الفنان الهاوي نصر سليمان الذي شارك بأربع لوحات، محاولاً ترك بصمة مميزة بدقة واحترافية عالية، وقد كان للفنان العديد من المشاركات مع غرفة تجارة حمص والجامعة وسوق رمضان..
وقد تميزت لوحاته بالفرح المنبعث منها برغم الحزن ولم ينس الأحياء القديمة العابقة بالأصالة في إحدى لوحاته.
وشارك بلوحة للبحر الفنان صفان حبوس وهي مشاركته الأولى، والفنانة غزل الخليل المشاركة بلوحتين وهيلين الناجي التي هجرت الألوان الزيتية منذ ثلاث سنوات إلى الرسم بالفحم لتعود من خلال هذا المعرض للرسم بها، ولها مشاركات داخل سورية وخارجها..
أما جوليا سعيد القادمة من طرطوس عبَّرت في لوحتها عن الأنثى الشرقية المرسومة بالتراب والماء بعيد عن الألوان، وأشارت لقيامها بجمع كافة أنواع التربة من كافة المحافظات السورية، أشادت بجمهور حمص الذواق للفن.
ومن المشاركين زينة عبد الله ووهبة المحمود وريم الصالح، ومن مصياف طالبة صف العاشر جيزيل سليمان..
وشاركت اختصاصية التجميل بثينة الحسين بثلاث لوحات وهذه مشاركتها الأولى مع أورنينا.
أما الفنان نضال إبراهيم فشارك بأربع لوحات استخدم فيها الألوان الزيتية، واستخدم ضربات السكين فحضرت في لوحاته حمص القديمة والأحصنة بعنوان الأصائل، ولوحة بعنوان الانتظار، وشارك عشرة هواة من مرسمه الصغير حيث يقوم بتعليمهم تقنيات الرسم حيث تميزت مشاركتهم في المعرض.