ثورة أون لاين – شعبان أحمد:
عندما تسمع مسؤولاً يصرح وعلى الملأ بأن أسعار المواد الغذائية ستنخفض بمقدار ما خلال الأيام القادمة، لتستيقظ في صباح اليوم التالي على ارتفاع في اسعار تلك المواد بالمقدار نفسه الذي أعلن عنه ذلك المسؤول «تصيبك الدهشة»
وتصل الى قناعة مفادها أن هذا المسؤول إما أنه يعيش في عالم مختلف عن عالمنا.. وإنما أنه ليس لديه المعرفة أو القدرة على تنفيذ الوعود..!! أو لم ولن يستطيع مقارعة أصحاب المال الأسود والمتحكمين بالسوق..!! وأنهم هم الذين يقررون وينفذون ما يشاؤون ضاربين عرض الحائط بكافة القرارات والتوجيهات..!!
هنا كان يجب على ذاك المسؤول أن يلتزم الصمت حتى لا يقع بالحرج من ناحية.. وحتى لا يضع المواطن في زاوية ضيقة جداً تؤدي الى فقدان الثقة كلياً.. فالثقة أساساً مهزوزة… ومتصدعة… وأعتقد أن وعوداً كهذه دون تنفيذها تزيد الطين بلة.. وتوسع الهوة أكثر..!! ولأننا لا نرى بعين واحدة… وحتى لا نوصف بأننا نصطاد.. سنعطي مثالاً آخر ايجابياً عن وعود أطلقت ونفذت..
كلنا يدرك حجم المعاناة التي فرضها تجار النفط على المواطن، وكيف أن طابور السيارات على محطات الوقود كان مؤذياً للعين… وأن هناك محطات وقود كانت متوقفة كلياً عن العمل خلال فترة الأزمة وخاصة على الطرقات الدولية… بالأمس القريب شاهدت منظراً أقل ما يمكن وصفه بالطمأنينة والأمان، وهو المتمثل بمحطات وقود على طريق دمشق – حمص وتحديداً في النبك وقارة تعمل وتلبي حاجة السيارات المسافرة.. ودون أي ازدحام.. هذا المشهد – مع ازدحام الطريق – يدفعك إلى الاعتقاد أن الوضع الطبيعي عاد وبقوة على طرقاتنا العامة التي كادت تخلو من السير ليلاً خوفاً من الارهاب الاسود الذي ضرب بلدنا..
بالمقابل لا تستطيع أن تجد مبرراً لغلاء مادة البنزين في منطقة المحروسة وحماة والذي يكاد يكون توفره في الكازيات معدوماً، بينما موجود بكثرة بالسوق السوداء وبسعر يصل الى 700 ل.س للتر الواحد..
هنا نجزم أن هناك أيادي خفية تلعب «تهريباً» وبتوافق مع الجهات الرقابية..!!