جبهة وطنية تقدمية

ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
قلت في مرة سابقة ومنذ أيام وفي هذا المكان، أن تردي الوعي العام الوطني والسياسي كان واحداً من أهم أسباب خمول وترهل تجربة تحالف الأحزاب الوطنية والتقدمية في سورية،

في إطار مؤسسة الجبهة الوطنية التقدمية باعتبارها تجربة سياسية مجتمعية، شرطها المبادرة الاجتماعية إلى المشاركة من الأحزاب المؤتلفة ومن الجمهور معاً في وقت واحد، ما تسبب بعزلها مرة وانعزالها مرة أخرى، خاصة أثناء وفي خضم الحرب الإرهابية الدائرة على سورية، غير أن المراقب السياسي لتجربة الجبهة يكاد لا يرى أثراً يذكر لبعض أحزابها في مقابل المشاركة الفعالة عند بعضها الآخر، ما يظهر خللاً حقيقياً في أداء الأحزاب المؤتلفة وفي منطق التحالف، وبالتالي في أداء مؤسسة الجبهة!‏

ومن الملاحظ هنا أن تفاوت مساحات المشاركة والفاعلية بين أحزاب الجبهة بعضها البعض في المساهمة بصد العدوان الإرهابي إلى جانب الجيش العربي السوري.. لا يفسره إلا التفاوت المقابل بين هذه الاحزاب في مناسيب عمقها الشعبي والجماهيري، الأمر الذي يعني بالتأكيد أن شرط المشاركة المجتمعية متوفر لدى بعض أحزاب الجبهة فيما غاب أو تلاشى لدى بعضها الآخر ؟‏

تجربة الحرب، على الأقل، أظهرت بوضوح ودون أي متسع للمزايدات السياسية أو الأيديولوجية أن ثمة ضرورات لإعادة توثيق التحالف بين أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، ولإعادة صوغ مفهوم التحالف وشروط تحققه بما يضمن استعادة الدور والوظيفة، اللذين أوكلا للجبهة وتحالف أحزابها كمؤسسة سياسية مجتمعية النشاط والمشاركة، فإن لم تكن المحن الوطنية مقاييس مناسبة وحقيقية لتبرير مثل هذه الضرورات فمن يكون إذاً ؟‏

منذ تأسيسها، تم فتح الباب أمام الأحزاب ذات الطابع الوطني التقدمي.. والمقصود هنا بالوطني التقدمي الأحزاب التي لا تستند إلى خلفيات دينية أو عرقية، للولوج إلى داخل التحالف في إطار الجبهة، وظل مفتوحا للولوج إلى الداخل لا للخروج والمغادرة، الأمر الذي تسبب بحالة الترهل والاستكانة والاسترخاء هناك في غياب ما ينبغي أن يكون توازياً وتنافساً وطنياً تقدمياً بين هذه الأحزاب. غير أن مثل هذه الحالة لا ينبغي لها أن تتسبب بتقييم التجربة كاملة وتصنيفها في خانة الترهل والاسترخاء، إذ أن القدرة على التجديد وتفعيل التحالف متوفرة ويمكن لها أن تستعيد زمام المبادرة!‏

إن تجربة الجبهة الوطنية التقدمية بوصفها جزءاً من المعارضة الوطنية.. ومع توفر قيادة جديدة لها، قادرة على إعادة إطلاق التحالف الوطني التقدمي في سورية من خلال جملة من الأبواب المفتوحة بالاتجاهين، والكفيلة بإعادة تركيز الحراك السياسي الوطني والتقدمي، وعدم الركون إلى تأجيله بذريعة أو بأخرى، لأن إعادة التركيز تلك هي جزء حقيقي من مواجهة الحرب الإرهابية على سورية.‏

لعلها فرصة للأحزاب المنضوية تحت لواء الجبهة اليوم، أن تجدد شبابها الفكري والأيديولوجي عبر تفعيل أدوارها ومد حضورها الشعبي والجماهيري، باتجاه استحقاق توصيفها بالوطنية والتقدمية، إذ ليس أحوج من السوريين اليوم إلى مثل هذا الحراك العقائدي والسياسي في مواجهة جحافل التطرف التكفيرية المنتشرة على الارض السورية.‏

آخر الأخبار
درعا: مطالبات شعبية بمحاسبة المسيئين للنبي والمحافظة على السلم الأهلي "مياه دمشق وريفها".. بحث التعاون مع منظمة الرؤيا العالمية حمص.. الوقوف على احتياجات مشاريع المياه  دمشق.. تكريم ورحلة ترفيهية لكوادر مؤسسة المياه تعزيز أداء وكفاءة الشركات التابعة لوزارة الإسكان درعا.. إنارة طريق الكراج الشرفي حتى دوار الدلّة "اللاذقية" 1450 سلة غذائية في أسبوع أهال من درعا ينددون بالعدوان الإسرائيلي على دمشق ‏الحوكمة والاستقلالية المؤسسية في لقاء ثنائي لـ "الجهاز المركزي" و"البنك الدولي" المستشار التنفيذي الخيمي يدعو لإنشاء أحزمة سلام اقتصادية على المعابر وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟