الانتخابات الأميركية والحربة الإسرائيلية

ثورة أون لاين – بقلم  رئيس التحرير علي قاسم
اعتادت الانتخابات الأميركية أن تستحوذ على الاهتمام العالمي، وتفرد لها وسائل الإعلام التغطية التي تفوق تغطية أي حدث في العالم ومن أي اتجاه كان، كما يفرد لها السياسيون والمحللون، فيما تتحرك الكثير من القضايا على وقع الحراك الانتخابي الأميركي وتسخن وتبرد حسب معطيات الاستطلاعات.‏

هذه العادة يبدو أنها لم تكن حاضرة بشكلها التقليدي هذه المرة، بل يكاد الاهتمام ينحصر في مساحات ضيقة ناتجة بالأساس عن عاملين أساسيين، الأول يتعلق بضيق هوامش الفارق بين المرشحين على صعيد السياسة الخارجية حتى ما يتصل منها بالمزايدة الانتخابية، حين بدت طروحاتهما تدور في المضمار ذاته دون اختلافات جوهرية.‏

العامل الثاني يتعلق بغياب التأثير الأميركي الفعلي على كثير من القضايا، أو تراجع الحصة الأميركية في برمجة تلك القضايا وفق مزاج مصالحها وحساباتها، وهو ما برز في انحسار المراهنات التي كانت تسبق الانتخابات وبازار الارتهان لنتائجها.‏

والواضح أيضا أن الأميركيين أنفسهم قد انتقلت إليهم العدوى حين لم تأخذ بهم الحماسة لهذا المرشح أو ذاك، لرسم المشهد الذي كنا نراه، والأسباب في بعضها على الأقل تتشابه مع النظرة الخارجية، لكنها تضيف إليها عاملاً أهم، وهو أن الأميركيين فقدوا الأمل بالتغيير ويتلمسون إلى حد بعيد التقلص الحاصل في مساحة النفوذ الأميركي، وخصوصاً في مجال الاستثمارات التي تواجه منافسة حقيقة، تعكس على الأقل تراجعاً لم يخف الناخب الأميركي إدراكه له، حين بدت الطروحات الانتخابية غير قادرة على محاكاة، ولا مجاراة المخاوف والهواجس الناتجة عن ذلك.‏

وحتى الاقتصاديات العالمية التي كانت تمر بفترة الانتظار المعتادة قبيل أشهر الانتخابات الأميركية لم تصب بذلك العارض، كما أنها لم تحبس أنفاسها لرؤية القادم الجديد إلى البيت الأبيض، ولن تؤجل إطلاق مؤشراتها بانتظار خطواته أو توجهاته العملية.‏

في قضايا المنطقة كان السباق بين المرشحين لاسترضاء إسرائيل فاضحاً، والمزايدة الانتخابية في خطب ود الصوت الصهيوني بادية بوضوح، ولا تحتاج إلى الكثير من التعليق، باعتبارها الثابت الوحيد في مناهج وسلوكيات المرشح الرئاسي الأميركي مهما تكن حساباته وتوجهاته ونظرياته ومرجعياته السياسية والفكرية.‏

وحدها الحربة الإسرائيلية المستنتسخة كانت هي ذاتها التي تبادل المرشحان التلويح بها، فيما عصا الراعي الأميركي، كما بندقيته المحالتان إلى التقاعد المبكر لم يكن أي من المرشحين جاداً في تلمسهما أو في إعادة الإمساك بهما.‏

الجلي في الأمر أن موسم الانتخابات لم يقدم هذا الموسم أكاذيبه المعتادة، ولم يتحفنا متخصصو الشأن الأميركي بجدول الفوارق العشرة، ولا بقائمة المزايا العشر التي كانت تبيع أسماء وتشتري دولاً، كما افتقدنا لعروض القنوات العربية، المنشغلة في موسم التصحّر العربي.‏

هذه الرمادية في قراءة المشهد الانتخابي لا تعني الوصول إلى نسخة مكررة متطابقة، بقدر ما تقدم بياناً بالمشهد الأميركي في عهدة التعددية القطبية التي تطرق أبواب المشهد الدولي، حيث تتلاقى المقاربات في محاكاة تعجز أميركا عن تقديم وجوه تختلف عن بعضها، لتؤكد أن التحديات المرتسمة تقتضي استنساخاً جائزاً ومقبولاً، لا تحتاج معه الإدارة الأميركية القادمة إلى تقديم بيانات حسن نيات.‏

على المقلب الآخر لا تبدو الرياح القادمة باتجاه البيت الأبيض تحمل أي تغيير ولا أن تضيف إلى تفاصيل التكتيك الجديد، ما دامت التوجهات الأساسية محكومة بالعرف الأميركي القابض على الحربة الإسرائيلية مهما يكن اتجاهها. ‏

a-k-67@maktoob.com

آخر الأخبار
"الاتصالات " تطلق الاستمارة الرسمية لتسجيل بيانات الشركات الناشئة      موسم قمح هزيل جداً  في السويداء    استنفار ميداني للدفاع المدني لمواجهة حريق مصياف   رجل الأعمال قداح لـ"الثورة": مشاريعنا جزء بسيط من واجبنا تجاه الوطن   في أول استثمار لها.. "أول سيزون" تستلم فندق جونادا طرطوس وزير المالية يعلن خارطة إصلاح تبدأ بخمس مهن مالية جديدة   بدء الاكتتاب على المقاسم الصناعية في المدينة الصناعية بحلب  تسريع تنفيذ الاستثمارات الطموحة لتطوير الاتصالات والانترنت بالتعاون مع الإمارات  موقعان جاهزان لاستثمار فندق ومطعم بجبلة قريباً  صيانة شبكات الري وخطوط الضخ في ريف القنيطرة  في منحة البنك الدولي .. خبراء لـ"الثورة": تحسين وتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية وزيادة بالوصل  وزير الطوارئ  من إدلب: دعم متواصل لإزالة الأنقاض وتحسين الخدمات  انطلاق المرحلة الثانية من الأولمبياد العلمي للصغار واليافعين  بطرطوس  إقلاع جديد لقطاع الطاقة في حلب... الشراكة بين الحكومة والمستثمرين تدخل حيز التنفيذ أزمة المياه في  دمشق ..معاناة تتفاقم بقوة  الشيباني يبحث مع السفير الصيني تعزيز التعاون الثنائي اتفاقية فض الاشتباك 1974.. وثيقة السلام الهشة بين سوريا وإسرائيل مسؤول أممي: وجود إسرائيل في المنطقة العازلة "انتهاك صارخ لاتفاق 1974" إصلاح خط الكهرباء الرئيسي في زملكا  السيارات تخنق شوارع دمشق القديمة