عبث فائض..!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم:
لا أنكر أنني حاولت مراراً وتكراراً أن ألتمس أثراً -ولو بشكل موارب- عن مكافحة الإرهاب في كل ما طرحه المبعوث الأممي حتى اللحظة في جنيف، لكني لم أنجح ولم أوفق ولم أصل إلا إلى نتيجة مختصرة وقد تكون مفيدة، أنه من العبث الاستمرار في البحث -ولو عن مفردة واحدة-
عن ذلك في سلات دي ميستورا، بل من الصعب أن تجد مكاناً لها في ورقته التي أفاضت في الحديث عبر أربع صفحات عن كل شيء سوى مكافحة الإرهاب، وحتى تلك التي تبدو سابقة لأوانها، وربما من المبكر جداً الحديث عنها، وجدت لها مخرجاً عند المبعوث الأممي، ولو كان ذلك على شكل ملحق قابل للإضافة.‏

والعبث الأخطر كان ولا يزال في المدى الزمني المفتوح والقابل للأخذ في الاتجاه الأكثر تراجيدية حين يمنح المبعوث الأممي لنفسه أشهراً إضافية تحتاجها جولات التفاوض المقترحة، وكأن ما يجري من إرهاب وتدمير وتخريب يحتمل كل هذا التثاؤب والاسترخاء، أو كما قالها ويقولها العديد من المتابعين إنها المهل المطلوبة في أمر العمليات القادم من الدول المشغلة للإرهاب في إتاحة الفرصة لالتقاط الأنفاس والتحضير لجولة من التصعيد الإرهابي، أو الرهان على متغيرات إقليمية ودولية ليس أقلها ما يتسرب عن الحنين إلى تحالفات إضافية حتى لو كانت تحت مسميات قديمة..؟!!‏

لن نحسم الإجابة، بل سنضيف على السؤال الافتراضي المطروح: لو أن كل تلك الأوراق والسلات وجدت لها مخارج أو حلولاً، أين كانت ستنفذ ما دام الإرهاب قائماً، وما دامت الدول الداعمة له تعوّل عليه..؟ ربما وفق بعض الإجابات لكثير من أصحاب النيات الحسنة ..!! في أي مكان أو في أي بقعة من الأرض إلا في سورية.. فالمشكلة لم تكن سياسية حتى ألبسوها ذاك اللبوس عنوة، ولا هي في شكل الحكم، ولا في الدستور ولا في الانتخابات، إنما في مكان آخر يعرفه السيد دي ميستورا كما يدركه العالم بأسره، ويتم تعمّد تجاهله وهو هذا الإرهاب الذي تقصّد تغييبه عن ورقاته !!‏

وأيضاً لن نتسرع في الاستنتاج على وقع ما تشهده الحالة الرمادية المستنسخة من سياق التجارب السابقة، لكن بنسخة أكثر رداءة وأشد بؤساً من كل ما سبقها، خصوصاً حين تحاول أن تصادر ما تحقق بالميدان وتبعده عن التأثير في طاولة المحادثات، فيما الإرهاب المتورم يستبيح الزمان والمكان ويتحرج البعض في إدانته، ويشعر أنه خروج على النص المكتوب بين يديه، وهو لا يكذب كثيراً وإن كان الكذب القليل يساوي الكثير منه، أو يتساوى معه.‏

فالمسألة لم تعد في وضع العربة أمام الحصان، بل في عربة عرجاء وكسيحة من دون حصان نهائياً تسير بالدفع الذاتي المعطل، الذي أورثنا مراوحة في المكان منذ سنوات وحتى اللحظة، ويعيدنا إلى ما قبل المربع الأول، بل يستفيض في التعطيل على جبهات مختلفة، وصولاً إلى تجاهل دور الإرهاب الذي يشير إليه القرار الأممي الذي يتعكز عليه دي ميستورا ذاته، من دون أن يشير إلى ما يحمله من تبعات ناتجة عن ذلك التجاهل.‏

ربما كان العبث يفيض عن الحاجة في قاعات جنيف، وهي المشكلة التي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، وربما أيضاً كانت واحدة من العوامل والأسباب التي أفسحت في المجال أمام الإرهاب ورعاته وداعميه لكي يصبحوا وكلاء من خلف الطاولة، بعد أن بات الإرهابيون يجلسون على الطاولة، ويحجزون المستشارين والخبراء من رواد التنظيمات الإرهابية المعتمدة في لائحة الأمم المتحدة عن يمينهم ويسارهم، حتى أصبح المشهد مشوهاً في مضمونه كما هو في الشكل.. والقادم ليس بأفضل حالاً.‏

في الحصيلة إن طبخة الحصى ليست المشكلة الوحيدة التي تحول دون الوصول إلى مخارج حقيقية، سواء تعلق الأمر بجنيف أم بسواه، ولا هي المعضلة التي تدفع جنيف إلى إعلان إفلاسه قبل أن يعلنها المبعوث الأممي، كما دفعت ما سبقه من جولات ومؤتمرات ولقاءات، بل في مقاربة تجتزئ المشهد وتحاول أن تبتز في ذلك الاجتزاء وأن تستثمر فيه وتتاجر وتبازر بيد، فيما يدها الأخرى مشغولة بدعم الإرهاب ومناصرة قادته في الغرف والأروقة الجانبية..!!‏

a.ka667@yahoo.com ‏

آخر الأخبار
عثمان لـ"الثورة": توفير القمح بالتعاون مع العراق مستمر دير الزور.. منظمات مانحة تدعم تنفيذ مشاريع المياه خطوط الصرف الصحي خارج الخدمة في الحسينية.. والبلدية تعمل على الحل انتقادات مصرية لمطالبات ترامب بشأن قناة السويس الفاعل مجهول.. تكرار سرقة مراكز تحويل الكهرباء في "عرطوز والفضل" Shafaq News : مؤتمر للأكراد لصياغة موقف موحد لمستقبل سوري دمشق وبغداد.. نحو مبدأ "علاقة إستراتيجية جديدة" "الأونروا": نفاد إمدادات الطحين من غزة الاحتلال يقتل 15 صحفياً فلسطينياً بأقل من 4 أشهر درعا: مناقشة خطط زراعة البطاطا في المحافظة خطة لدعم التجارة الخارجية وإرساء اقتصاد السوق الحر في ظلّ تداولات وهمية.. سعيد لـ"الثورة": وضع إطار تشريعي للتعامل بـ"الفوركس" الفنادق التراثية.. تجربة مشوقة للإقامة داخل المدن القديمة "مياه دمشق وريفها" تقرع جرس الإنذار وترفع حالة الطوارئ "طرطوس" 20 بالمئة إسطوانات الغاز التالفة "نيويورك تايمز" ترجح أن يكون "وقود صاروخي" سبب الانفجار في ميناء إيراني تطوير خدمات بلديات قرى بانياس وصافيتا "صحة درعا".. أكثر من 293 ألف خدمة خلال الربع الأول هل تُواجه إيران مصير أوكرانيا؟ نمذجة معلومات البناء(BIM) في عمليات إعادة إعمار سوريا