ثمانـي ســـنوات ولما ينتـه المشــروع..!! حي مدخل قطنا بلا ماء ولا صرف صحي.. روتين إداري ودوران مراسلات.. وتضارب الشروحات أخَّر المباشرة بالتنفيذ..
ثورة أون لاين:
عشرات الكتب والمراسلات والدراسات والعرائض والمطالبات كانت شاهدة على معاناة أهالي وسكان أحد أحياء مدينة قطنا في محافظة ريف دمشق لمدة تجاوزت سبع سنوات عانى خلالها السكان من حرمانهم من مياه الشرب ومن خدمات الصرف الصحي رغم أن باقي الأحياء في المدينة مخدمة ولا تواجه أي مشكلات فيما يتعلق بهذا الجانب،
ولعل اللافت في هذه الحالة هو تقاذف المسؤوليات وتبادل الكتب الخطية بين الجهات المعنية بما قد يوحي بأن هذه المشكلة باتت مستعصية على الحل وأن كل الإمكانات والمقدرات الفنية والإدارية تقف عاجزة عن تخديم ذلك الحي الذي يقع في مدخل مدينة قطنا ويضم حوالي 1500 ساكن.
.وفي الشرح المقدم يقول المواطنون عبر مطالبتهم أن الحي الذي يقطنون فيه لا يزال يفتقد لأبسط مقومات الحياة وهي مياه الشرب علماً أن شبكة المياه جاهزة وواصلة إلى المنازل، وأن مؤسسة المياه وافقت على تزويد المنازل بساعتين أسبوعياً ريثما تحل مشكلة الصرف الصحي، إلا أن وحدة المياه في قطنا لم تعمل بموجب موافقة مؤسسة مياه الشرب.
معاناة مستمرة..
أحد المواطنين الذي نقل لنا شكوى السكان والأهالي في الحي غسان المصري قال: إن هذا الواقع مستمر منذ عام 2011 وحتى الآن لم نحصل على أية نتيجة إيجابية وما زال وضع الحي من سيئ إلى أسوأ لجهة عدم قدرة الأهالي في ظل هذه الظروف من الاستعانة بصهاريج تنظيف «الجوَر» الفنية التي لجأ إليها المواطنون كبديل اضطراري لعدم وجود شبكة صرف صحي.. فأصبحت المياه المالحة تفيض من الجور الفنية ما يهدد البيئة والإنسان على حد سواء.
ويشير المصري في حديثه ممثلاً عن سكان الحي إن هذا الوضع المستمر منذ سنوات لم يمثل دافعاً لدى المعنيين باتخاذ إجراءات فعلية على الأرض لإنقاذ السكان من الخطر الصحي والبيئي الذي يتهددهم، إلى جانب معاناتهم المتواصلة من عدم وجود مياه شرب نظيفة وآمنة..
من البداية…
وتشير المراسلات إلى أنه ومنذ آذار 2011 طالب مجلس مدينة قطنا عبر كتاب له موجه إلى شركة الصرف الصحي بريف دمشق عن طريق محافظة ريف دمشق بضرورة تأمين مصب لمشروع الصرف الصحي في مدينة قطنا القبلية (مدخل المدينة)، وبعد إحالة الطلب إلى الشركة العامة للصرف الصحي في المحافظة جاء الرد من الشركة بأنه وبعد الكشف تبين أن الحل الأنسب هو الربط مع شبكة مدينة قطنا، ما يستدعي قيام بلدية قطنا بإعداد المخططات الطبوغرافية للمنطقة وتنزيل مناسب لخطوط شبكة الصرف الصحي القريبة لتحديد الموقع الأنسب للربط، مع اقتراح الإحالة إلى بلدية قطنا لإعداد الإضبارة الفنية اللازمة وتزويد شركة الصرف الصحي بها لتتمكن من تصديقها أصولاً.
اقتراح حلول..
وفي كتاب لاحق وإجابة على كتاب صادر من مجلس مدينة قطنا بتاريخ 10/6/2011 بالطلب بتحديد المصب اللازم تخديم منطقة مدخل قطنا، بينت الشركة العامة للصرف الصحي بكتاب لها موجه إلى محافظة ريف دمشق أنه وبعد الكشف برفقة العناصر الفنية في البلدية تبين أن الحي المذكور واقع في الجزء الجنوبي الشرقي لمدينة قطنا ويوجد جزء من الحي بمنسوب أخفض من شبكة الصرف الصحي للمدينة، وبحسب إفادة رئيس البلدية فإنه يوجد موقع مقترح لإقامة محطة المعالجة لمدينة قطنا، إضافة لاقتراح موقع لتنفيذ محطة معالجة للجزء المراد تأمين المصب له وعليه فقد وجدت الشركة أنه تتوفر عدة حلول منها: إقامة محطة معالجة مستقلة لهذا الجزء من مدينة قطنا، أو إقامة محطة ضخ لهذا الجزء من المدينة وربطها مع شبكة قطنا بموقع مناسب، أو إقامة حفرة فنية لهذا الجزء وتعزيلها دورياً، وطلبت شركة الصرف الصحي مخاطبة مديرية الصرف الصحي عن وزارة الإسكان والتعمير (آنذاك) من أجل اختيار الحل الأجدى فنياً واقتصادياً وتكليف جهة مختصة لإعداد الدراسة اللازمة.
وبعد دراسة المشروع وجه رئيس مجلس مدينة قطنا كتاباً إلى المؤسسة العامة للصرف الصحي عن طريق محافظة ريف دمشق بتاريخ 29/5/2012 يشير فيه إلى أنه تمت دراسة مشروع صرف صحي في مدينة قطنا القبلية (مدخل المدينة) حيث تبين بعد الكشف أن الحل الأنسب لتحديد المصب هو إبعاد مصب خط الصرف الصحي عن أول بئر مشادة في قناة (بيارة التينة) حوالي 200م، وأن ينفذ الخط من النوع الكتيم عند تقاطعه مع قناة الماء المسقوفة (اسالة طبيعية) حيث تم إعداد إضبارة فنية للمشروع، وطلب رئيس مجلس المدينة الموافقة على الموقع المقترح للتمكن من متابعة إجراءات تصديق الإضبارة.
بانتظار موافقة الموارد المائية..
وبموجب ذلك أبدت الشركة العامة للصرف الصحي بمحافظة دمشق رأيها بالموقع عبر كتابها الموجه إلى محافظة ريف دمشق بتاريخ 29/7/2012 تبين فيه أنه تم الكشف مسبقاً على هذا الموقع برفقة السيد رئيس البلدية على أن يتم تحديد موقع المصب بالتنسيق مع الموارد المائية علماً أن مسؤولية تحديد موقع المصب هو من اختصاص الوحدة الإدارية المعنية بالمشروع وذلك بعد أخذ موافقة الموارد المائية كون خط المصب سيتقاطع مع قناة ماء مسقوفة.
وبموجب ذلك قام مجلس مدينة قطنا بمخاطبة مديرية الموارد المائية بدمشق لإرسال مندوب من أجل إجراء الكشف الحسي على موقع مصب الصرف الصحي من منطقة قطنا القبلية كون خط الصرف قريب من خط قناة مسقوفة والمعروفة باسم (بيار التينة) في مدينة قطنا.
مناشدة المحافظة
وبسبب الظروف الحالية توقف المشروع ولم يعد هناك أي جهود واضحة باتجاه استكمال مشروع الصرف الصحي للحي، إلى أن عاد المواطنون أنفسهم في 23 آذار من العام الماضي 2016 بالتذكير بحالهم وما وصلوا إليه حيث جددوا مطالبتهم لمحافظ ريف دمشق بضرورة حل مشكلتهم ومعاناتهم المتمثلة بعدم توفر مياه الشرب في حيهم، علماً بأنه يوجد شبكة مياه شرب حديثة في المنطقة تم تنفيذها ووصلها مع شبكة مياه مدينة قطنا منذ أكثر من ثماني سنوات.. ونتيجة الشكاوى والمراجعات حصل أهالي الحي على موافقة خطية من مدير الوحدات الإدارية في مديرية مياه ريف دمشق بإرواء الحي من هذه الشبكة بمقدار ساعتين أسبوعياً كحل مؤقت ريثما يتم إنجاز مشروع الصرف الصحي للحي، إلا أن وحدة مياه مدينة قطنا لم تقم بتنفيذ هذه الموافقة واستعاضت عنها بفرز جرار مياه تابع للوحدة لتأمين خمسة براميل أسبوعياً لكل منزل من أهالي الحي مجاناً، رغم عدم جدوى هذا الحل بسبب مزاجية سائق الجرار وعدم تقيده بالمواعيد وقيامه بأخذ ثمن هذه المياه من الأهالي وتحميلهم مصاريف إضافية في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
وإلى رئيس مجلس المدينة..
وتم توجيه كتاب مماثل لرئيس بلدية قطنا يوضحون فيه معاناتهم داعين إلى ضرورة الإسراع بالحل، في وقت زادت مخاوفهم من المياه التي تردهم عبر الصهاريج وعدم وثوقيتهم فيها نظراً لما قد تحمله من أمراض خطيرة على صحتهم وما قد تسببه من أمراض.
فأحالت محافظة ريف دمشق المطالبة إلى مجلس مدينة قطنا، فبين المجلس عبر كتاب له بتاريخ 6/4/2016 أن الحي المذكور يقع بمدخل مدينة قطنا ويحوي أكثر من 150 منزلاً بالإضافة إلى أبنية حكومية مثل المصرف الزراعي ودائرة البيطرة ومستودعات الأعلاف ورابطة فلاحي قطنا، وهذه المنطقة غير مخدمة بشبكة صرف صحي وهي عبارة عن جور فنية خاصة بكل منزل وبكل دائرة حكومية وبعد الكشف الحسي على الموقع ومعاينة المنطقة تبين أن ميول المنطقة المذكورة تسير باتجاه قناة مائية مسقوفة تسمى بيار التينة وأن تخديم هذه المنطقة حسب الميول سوف يلوث مياه القناة المائية بالإضافة إلى اختراق خط السكة الحديدية في المنطقة لذلك نقترح تخديم المنطقة المذكورة بإيصال خط الصرف الصحي بأقرب خط صرف صحي لقرية عرطوز حيث يبلغ مسافة الخط أكثر من 1500م بقطر 60 سم موازٍ للطريق العام الواصل بين مدخل مدينة قطنا وقرية عرطوز، وأن المنطقة تحتاج إلى شبكة تخديم بطول 1500م، وقطر 40 سم، ونكون بهذا المقترح قد أبعدنا التلوث وعدم التأثير على القناة المسقوفة وقمنا بتخديم المنطقة بشكل كامل وبطريقة فنية سليمة.
وبالمتابعة مع مديرية الوحدات الاقتصادية في المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمشق وجه مدير وحدة مياه قطنا كتاباً إلى المديرية بتاريخ 5/4/2016 يحيل فيه مطالب الأهالي والسكان في الحي المذكور بضرورة تخديمهم بمياه الشرب بعد أن تم الكشف على أرض الواقع وتبين أن المنطقة المذكورة تحوي أكثر من 150 منزلاً وهي بحاجة ماسة لمياه الشرب ولكن هذه المنطقة لا يوجد فيها شبكة للصرف الصحي والمنازل مخدمة بجور فنية، لذلك المقترح هو تأمين مصدر مائي ضمن المنطقة مع إنشاء خزان عالٍ لتخديم هذا التجمع مع التجمع المقابل له عند المصرف الزراعي.. ولكن بعد معالجة موضوع الصرف الصحي خشية من حدوث تلوث مستقبلي.
إلى نقطة الصفر..
وبتجديد المطالبة من قبل الأهالي عادت المراسلات من جديد إلى نقطة البداية لجهة بيان رأي كل جهة وإمكانية توفير الشروط اللازمة للانطلاق بمشروع الصرف الصحي للحي.
حيث ورد كتاب إلى محافظة ريف دمشق من الشركة العامة للصرف الصحي بمحافظة دمشق بتاريخ 7/4/2016 جواباً على المعروض الذي تقدم به الأهالي والخاص بتنفيذ مشروع صرف صحي في مدخل مدينة قطنا يقول: إنه تم الكشف على الواقع برفقة المكتب الفني للبلدية حيث تبين أن هذا الحي بحاجة لتخديمه بشبكة صرف صحي حوالي 1500م وبحاجة أيضاً إلى خط مصب رئيسي إلى أقرب نقطة من شبكة قرية عرطوز وهو بطول حوالي 1500 م تقريباً كونه لا يمكن تنفيذ مصب مجاور لما يسمى (بيار التينة) وذلك خوفاً من التلوث.
لإجراء اللازم أصولاً..
وقد تم إعلام رئيس مجلس مدينة قطنا بمضمون الكتاب عن طريق السيد محافظ ريف دمشق بتاريخ 12/4/2016 مع طلب التقيد وإجراء اللازم أصولاً وإبلاغ مقدم المعروض بمضمونه وموافاة المحافظة بالإجراءات المتخذة.
بلدية عرطوز ترفض التعاون..
وعليه قام رئيس مجلس مدينة قطنا بمخاطبة مجلس بلدية عرطوز بتاريخ 3/5/2016 بخصوص تخديم حارة المدخل التابعة لمجلس مدينة قطنا وربط خط الصرف الصحي لها بمجرور الصرف الصحي بقرية عرطوز.
فجاء جواب مجلس بلدية عرطوز بتاريخ 9/5/2016 بأن أقرب نقطة للمصب في عرطوز تقع في حارة الفنوص عند التحويلة، وشبكة الصرف الصحي في الموقع المذكورة شبكة قديمة وتعاني كثرة الأعطال وأقطارها تتراوح بين (30-40) سم وبالتالي يتعذر وصل الخط المذكور عليها.
إعلام بالرفض..
وبدوره قام رئيس مجلس المدينة بتوجيه كتاب إلى محافظة ريف دمشق بتاريخ 25/5/2016 جواباً على مضمون كتاب الشركة العامة للصرف الصحي بدمشق ومطالبة محافظ ريف دمشق يوضح فيه ما تم القيام به مبيناً أنه نظراً لتعذر تأمين المصب بسبب وجود قناة مائية قديمة مسماة بيار التينة تم مخاطبة بلدية عرطوز بضرورة إيصال مجرور الحارة المذكورة بأقرب خط صرف صحي بقرية عرطوز حيث اعتذر بلدية عرطوز تلبية الطلب بسبب كثرة أعطال الشبكة لديها وأن أقطار البواري المنفذة فيها تتراوح بين 30-40سم، مع رجاء مخاطبة الشركة العامة للصرف الصحي لإيجاد الحلول المناسبة لتخديم هذه الحارة لضرورة المصلحة العامة.
حاشية إلى شركة الصرف الصحي..
محافظ ريف دمشق ضمن كتاب رئيس مجلس المدينة هذا حاشية تطلب من الشركة العامة للصرف الصحي التنسيق مع بلدية قطنا لإيجاد حل جذري من الناحية الفنية لتنفيذ مشروع صرف صحي في مدخل مدينة قطنا، فجاء جواب شركة الصرف الصحي بتاريخ 5/7/2016 رداً على حاشية المحافظة لتبين أنه تم الكشف على الواقع برفقة رئيس المكتب الفني للبلدية عدة مرات وتبين أن هذا الحي بحاجة لتخديمه بشبكة صرف صحي وأن الحل يكون بإحدى الطريقتين:
إما الربط على شبكة عرطوز كونه لا يمكن تنفيذ مصب بجوار القناة المائية والمسماة بيار التينة وذلك منعاً لتلويثها علماً أن هذه القناة تغذي عرطوز وجوارها بمياه الري. أو إنشاء محطة معالجة للحي المذكور وذلك بعد تحديد موقع المحطة علماً أن الكلفة الاقتصادية للمحطة تعتبر مرتفعة جداً.
وعد بقرب التنفيذ..
بعد كل ذلك ولدى سؤالنا رئيس مجلس مدينة قطنا المهندس خلدون شهاب الدين عن الموقف وإلى متى سيتحمل الأهالي والسكان هذا الوضع غير الصحي وغير السليم الذي يعانون منه منذ سنوات خاصة وأن فصل الصيف قادم وفيه يرتفع عامل خطورة مياه الصرف التي تنتشر في الأراضي بسبب الجور الفنية، قال إن مجلس المدينة عمل على متابعة الموضوع مع الجهات المعنية وبالنسبة لمياه الشرب لا يمكن إيصالها إلى المنازل قبل الانتهاء من مشروع شبكة الصرف الصحي ضماناً لعدم تلوث المياه، لافتاً في هذا إلى أنه سيتم البدء بمشروع الصرف الصحي خلال شهر، وبعد إنجاز خطوات في هذا المشروع سنقوم برفع كتاب إلى مؤسسة المياه لطلب تمديد مياه الشرب وبذلك نكون قد حلينا المشكلة التي طال عليها الزمن، ونتمنى أن تتابعونا إن تأخرنا بالتنفيذ.
روتين ومراسلات..
بعد ذلك نجد أن المواطنين وسكان الحي المذكور أصبحوا على موعد جديد بحل مشكلتهم بشكل جذري وإلى ذلك الحين وإلى أن يتحقق مطلبهم بالحصول على خدمات المياه والصرف الصحي كباقي أحياء مدينة قطنا نجدد السؤال عن الأسباب التي منعت إنجاز مثل هذا المشروع في حينه قبل ثماني سنوات، ولماذا بقيت الحلول رهن الروتين والمراسلات والكتب والردود المتلاحقة ما بين الدوائر المعنية دون أن يصل المواطنون إلى مبتغاهم..؟؟
وإذا كان مشروع خدمي لأحد الأحياء تطلب كل تلك المراسلات وكل تلك السنوات، فكيف بمشاريع يعول عليها لإعادة إعمار البنى التحتية أو البنى الفوقية لقرى كاملة أو بلدات أو مدن..؟؟ فهل سيكون مصيرها كمصير هذا المشروع الصغير..؟؟
وهل سيبقى الروتين والورقيات هما سيدا الموقف في الكثير من مشاريعنا الخدمية والاقتصادية التي نترقب إنجازها في المرحلة القادمة..؟؟
المصدر:عن صحيقة الثورة-محمود ديبو