ثورة أون لاين- ياسر حمزة:
يبدو أنه لم يعد هناك ضوابط ولا قواعد تحكم العمل الإعلاني، بل أصبح كل شيء مباحاً في سبيل الربح السريع، ولو كان هذا الأمر على حساب مشاعر وآلام الناس واستغلال حاجتهم لأساسيات الحياة.
مناسبة هذا الكلام حادثتان مرتا مرور الكرام دون أن يلتفت إليهما الناس أو تركز عليهما الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي كثيرا.
الأولى: هو إعلان تجاري لماركة سمنة معينة وهذا الإعلان التلفزيوني الذي نشر على قناة خاصة محلية تم تصويره في إحدى الصيدليات حيث وضعت علب السمنة مكان الأدوية ما دفع نقابة الصيادلة للاعتراض على هذا الإعلان المسيء لمهنة الصيدلة، ووجهت كتاباً إلى الجهات المعنية بوقف هذا الإعلان.
الحادثة الثانية: رسالة تم بثها إلى عدد كبير من الناس على أجهزتهم الخلوية وهي أن أحد المطاعم في مول كبير في مدينة دمشق، يريد أن يعيد أسعار أيام زمان للناس، أي أسعار ما قبل الأزمة، وابتدأ بمداعبة معدتهم من خلال إعلانه أو رسائله أن سعر الفروج /275/ ل.س وسندويشة الشاورما /25/ ليرة.
هو يعرف أن هذا الإعلان سوف يقبل عليه آلاف الناس، أي عرف من أين تؤكل الكتف، بسبب الاسعار المرتفعة للفروج.
أطفال افترشت الأرصفة أمام هذا المطعم لساعات طويلة، مئات العائلات تدافعت أمامه، رغم أن أصحابه يعرفون بقرارة أنفسهم أنهم لن يستطيعوا تلبية حاجات جميع هؤلاء الناس وخلال الفترة الزمنية التي تم تحديدها وهي /80/ دقيقة، ونتيجة ازدحام الناس الشديد اضطروا إلى إغلاق أبواب المطعم أمام الناس وإغلاق الشوارع والتسبب بأزمة مرورية خانقة ارتدّت إلى كل شوارع دمشق، وعاد الجميع بخفي حنين وبقي الإعلان وكسب المطعم الشهرة.
أي إعلان رخيص هذا؟ وكيف يمكن السماح لإعلان أو «هاشتاغ» كهذا، سمّه ما شئت أن يمر وهو يتلاعب بمشاعر الناس ويستغل حاجاتهم؟!
أين دور الرقابة على الإعلانات والرقابة على الـ «هاشتاغات» والرسائل النصية التي تروج لهذه الإعلانات؟ هل أصبح كل شيء مباحاً ؟!
ما هكذا تورد الإبل يا أصحاب الإعلانات والمولات والمطاعم والفعاليات الاقتصادية.