لا نأتي بجديد إذا قلنا: إن العالم كله يعدّ اطفاله إعداداً سليماً ومعافى ليكونوا المجتمع القادم… وأدب الأطفال واحد من طرق الاعداد يلقى الأهمية عند الكتّاب وهو لا يختلف عن أدب الكبار في جوهره وأدواته, ولكنه يختلف عنه من حيث الموضوع الذي يتناوله والفكرة التي يعالجها ومستوى الأسلوب.
صحيح أن ثمة من يقول بأن أدب الأطفال يتميز بالبساطة والسهولة لكن الكثيرين يعلمون بأن الكتابة للأطفال ليست بالأمر السهل على الإطلاق لا بل تحتاج إلى الكثير من الدقة والأسلوب والأفكار والأحاسيس التي تتفق ومدارك الأطفال… لكن اللافت في الأمر عندنا ورغم مايُقدم, أن الكثيرين يستسهلون الكتابة في هذا الفن دون معرفة بعوالم الأطفال وأساليب تنشئتهم.
منذ أيام انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن بعض المجموعات التي صدرت بمكان ما وهي خارج إطار التربية السليمة بل يمكن القول: إنها تحرّض على العنف والكراهية والأفكار السيئة.. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الاستسهال ومَن المعني بالعمل على وقفه ومنع الموافقات لمثل هذه الأعمال التي تسيء لأطفالنا بشكل او بآخر؟
في العموم الطفل بحاجة إلى أن يعرف ذاته وبيئته المحيطة به, ليصل إلى الصورة المرجوة له ليكون جديرا بما سيلقى على عاتقه في المستقبل, وحسبنا أن الأدب هو من أهم الوسائل التي تسهم في تهيئة الفرص أمام الطفل للحصول على المعرفة والخبرة.
من هنا لابد من التأكيد على أن أدب الأطفال له شخصيته المستقلة وهويته المتميزة وخصائصه التي تراعي حاجات الطفولة واهتماماتها وقدراتها, ولذلك فإن الاهتمام بهذا الأدب الراقي رغبة حضارية وإنسانية وثقافية وضرورة عبّرت عنها جميع الثقافات ولابد من أن تأخذ حيزاً كبيراً لدى العديد من الكتّاب والأدباء وإظهارها بأفضل صورة ممكنة لأن الثقافة التي تتجاهل أدب الأطفال أو تهمله هي عاجزة عن تقديم العلم والمعرفة.
رؤيـــــــة
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 14-11-2018
الرقم: 16836