مرة أخرى نستيقظ من غفوة أوجاع على بث مباشر نقلته شاشاتنا الوطنية لمخطوفين محررين من الأيدي السوداء، العابثة بالإنسانية..من ضعفاء النفوس ومن جهلة العقول، صوت وصورة…شريط ذكريات مؤلم وثقيل على الذاكرة ،موغل في الوجع والحزن..يروي وحشية هؤلاء الخونة المرتزقة.
منسوب فاض من التعب والألم والحزن ،تخبط فيه الأبرياء المحتجزون حقدا وغدرا،تكاد تغرق فيه وأنت تتابع اللقطات الأولى للقاء بأهاليهم ومحبيهم ،وينتشلك فجأة صوت إحدى المخطوفات ،امرأة من بلدي،ساقها قدر أحمق الخطى مع بناتها ،رهائن تسلية وانتقام لدى من تجبر وطغى ..أوغاد جبناء ،عشاق الموت والجهل والكفر.
صوت مفعم بالثقة بالنفس،مشبع بالعزة والكرامة لم يؤثر عليه ترهل جسدها ولا شحوب وجهها،تحدث عن عظمة أمومة ،عن عيون ساهرة لم تذق طعم النوم خلال شهرين إلا ساعات معدودة ،عيون تترقب وتتجول هنا وهناك خوفا من غدر ذئاب بشرية بفلذة كبدها ،تحرسهم بنور عيونها ،وتضحي بروحها ليعيشوا حياة مجبولة بالعزة والطهارة والنقاء والكرامة ،وتضيف بـ»زووم»بصري حفل بكثير من مفردات الحب والفرح..ثقتنا ويقيننا بجيشنا العربي السوري هو سر صمودنا.
طوبى لتلك العيون وللمرأة السورية وتحدياتها ونجاحاتها…الأسرية والاقتصادية والاجتماعية والمهنية في الحرب الكونية..الأقرب إلى الخيال والأساطير،تلملم جراح قلبها بالصبر وتمنح نفسها بطاقات الأمل والتفاؤل.
هنيئا لنا حماة الوطن ،صدقوا الوعد، يزفون البشائر ،ويعيدون لنا الروح ويمدوننا بالحياة.
عين المجتمع
رويدة سليمان
التاريخ: الأربعاء 14-11-2018
الرقم: 16836