رغم ظروف الحرب وقساوتها لا تزال سورية أرض الفن والإبداع والعطاء.. ولا يزال الفرح والأمل يطرق بابنا بين الحين والآخر عندما نسمع عن إنجاز هنا أو هناك سواء على صعيد المسرح أم السينما أم الموسيقا..
على مسرح الحمراء في دمشق تابع الجمهور السوري بشغف كبير العرض العماني (لقمة عيش) لفرقة الدن المسرحية الذي يطرح مشاكل الحياة المعيشية اليومية بطابع كوميدي لطيف، والعمل من تأليف جمال صقر وإعداد وإخراج محمد سعيد الرواحي.
هذا الازدحام على متابعة العرض كان لافتاً ودليلاً مهماً على ثقافة واهتمام السوريين بالإبداع ومعرفة ثقافة الغير، ودليلاً آخر على الدور الذي تلعبه وزارة الثقافة – مديرية المسارح والموسيقا في تقديم كلّ ما يخدم هذه الخشبة سواء من خلال تعزيز التعاون الثقافي مع الدول أم من خلال إتاحة الفرصة لكلّ الموهوبين من أبنائها في اقتحام مجال الإبداع المسرحي إيماناً منها بدور المسرح في المنظومة الثقافية الشاملة وفي المجتمع.
ما نريد قوله إن دمشق كانت ولاتزال تفتح ذراعيها لكلّ المبدعين العرب، وما حصل في مسرح الحمراء ليس غريباً أو طارئاً على السوريين، بل كلنا أمل أنه سيحصل في قادم الأيام أيضاً في السينما والتلفزيون والأدب والفكر.
اليوم كلّ الدروب، زرعها السوريون القاً، فهم وحدهم يعرفون كيف يرسمون خطوط الإبداع ومساراته، وكيف يحتفون بالحياة رغم الجراح التي تكبر، فهم أبناء الحياة، عاندوا المتاعب والصعاب وانتصروا عليها، وصنعوا من تلك التحديات فرصاً من أجل حياة أكثر جمالاً.. ليكون الثابت الوحيد وطناً يبادلك الحبّ بالحب والعطاء بالعطاء.
رؤية -عمار النعمة