في شباط من كلّ عام يحتفل الاتحاد الرياضي العام بذكرى تأسيسه، ليكون هذا التاريخ السنوي عيداً للرياضة.
ومع احتفال هذا العام يأتي السؤال: وأين هي الرياضة التي نحتفل بها؟! بمعنى وهل بقي هناك رياضة نحتفل بها ومعظم الألعاب تراجعت تراجعاً مخيفاً يجعل التشاؤم هو السائد.
وبالطبع تراجع الرياضة وغياب الكثير من ألعابها حتى عن الحضور المحلي ليس جديداً، فالتراجع بدأ منذ سنوات خلت وكان ذلك قبل الأزمة التي وضعها البعض شماعة فشل، ولكنها ليست سبباً أساسياً ووحيداً في التراجع والفشل.
وإذ نعيد ونكرر كلمة فشل في رياضتنا، فلأن هذا الفشل يرجع لأسباب تتعلق بأخطاء وخلل في كثير من القرارات، فوضع الرجل غير المناسب في موقع المسؤولية يؤدي إلى الفشل، وعدم صيانة الملاعب والمنشآت بالشكل الأمثل يؤدي إلى الفشل، وعدم محاسبة المسيئين والمستهترين في اتحادات الألعاب وإدارات الأندية يؤدي إلى الفشل، وهكذا، ما يعني أن الفشل يرجع إلى أخطاء إدارية بحتة يمكن وصفها بأنها تأتي عن سابق إصرار.
نعلم تماماً أن رئيس الاتحاد الرياضي العام السيد فراس معلا ورث تركة ثقيلة بعد أن تراجعت رياضتنا في كثير من جوانبها، ونعلم أيضاً أنه حريص على النهوض برياضتنا وإعادتها إلى الطريق الصحيح، ولكن هناك عقبات كبيرة تحتاج إلى وجود الغيورين على مصلحة البلد والرياضة، وهؤلاء يجب تقريبهم من موقع القرار، وإبعاد الطفيلين والمرتزقة الذين تهافتوا وباتوا يحومون حول مقر الاتحاد الرياضي سعياً وراء مكاسب كما فعل آخرون في سنوات خلت، ولهذا نتمنى على السيد معلا أن ينتبه ويراجع حساباته في كثير من الأسماء التي باتت تتردد كثيراً في الأشهر الأخيرة، ومن المهم ألا يسمح لأحد بالمتاجرة برياضتنا التي تحتاج اليوم إلى الكثير من العناية والاهتمام، لتصبح رياضة حقيقية، رياضة قادرة على المنافسة في كل الألعاب، وليست رياضة طفرات تأتي بين الحين والآخر.
ما بين السطور -هشام اللحام