ليس خافياً على أحد أن سورية أنجبت العديد من الشعراء الذين أبدعوا الكلمة الصادحة بالحق والإنسانية والجمال ونشروها في أصقاع الأرض كنزار قباني وعمر أبو ريشة وبدوي الجبل وغيرهم الكثير الكثير.
في شهر آذار كثيرة هي الأعياد، ومن بينها عيد الشعر العالمي الذي يصادف مع أول الربيع ليذكرنا هذا العيد بجمال الحرف وعذوبة الكلمة التي لم ولن تنضب في سورية منذ سنين بعيدة.
الشعر ذاكرة الأمة وخزان تاريخها حين لم يكن هناك من يكتب التاريخ أو يدونه صان الكثير مما وصل إلينا من قيم الفروسية والنبل.
وحين نقول “شاعر” يعني أنه فارس بكل معاني الكلمة وقد باهى العرب العالم كله بما لديهم من تراث شعري هو في الحقيقة منجم اللغة ونبضها ..واللغة التي لا يكتب أبناؤها الشعر هي لغة مندثرة لامحال، وبالتالي ضياع ما لديها من تراث ..
يوم الشعر العالمي يعني أن اللغة تزهر وتثمر وعلينا أن نصونها، وأن الشاعر الحق هو الرائي الذي يستشرف المستقبل وقد عبّر عن ذلك أدونيس بقوله: الشعر رؤيا والرؤيا قفز خارج حدود الزمان والمكان.
أمام هذه الكلمات يأتي السؤال الأبرز: أين أصبح الشعر، هل مازال حاضراً كما كان، أم سرقته وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت منبراً لكل من أراد الكتابة؟
بكل صراحة ليس كل من ادعى الشعر هو بشاعر .. ولابد من فرز حقيقي لما نراه من بعض المجموعات والأمسيات التي لا تليق بتاريخ الشعر لدينا … لكن مع كل هذا دعونا نحتفِ بالشعر كزهر اللوز على حد تعبير الشاعر محمود درويش.
رؤية – عمار النعمة