كأحجار الدومينو التي تتهاوى تباعاً هو حال المحتل الأمريكي اليوم الذي تتكشف أوراقه شيئاً فشيئاً، لدرجة أنه بات يمكننا القول بأن كل اتجاره بالدماء واستثماره بالإرهاب، غدا من المسلمات التي لا تقبل النقاش، أو التأويل، أو التخمين، فوحده من يجند، ويحرك البيادق الإرهابية، وينقلها من مكان إلى مكان، ووحده من يوعز لها بالانفجار على هذه الرقعة الجغرافية، أو تلك.
من سورية إلى أوكرانيا.. ما أكثر العبر والدروس، ولكن ما أقل المعتبرين، فالاحتلال الأمريكي أجرى وكما اعتدنا عليه في عدة سوابق تنقلات جديدة للإرهابيين الدواعش بسجون الحسكة، هكذا أتتنا الأخبار من الشمال الشرقي موثقة بالصوت والصورة.
المؤكد أنه أجرى هذه التنقلات لسبب واحد، ألا وهو إيصالهم إلى قاعدة التنف غير الشرعية، لتدريبهم مع إرهابيين آخرين، وتسليحهم، تمهيداً لاستثمارهم بهجمات إرهابية ضد مواقع الجيش العربي السوري، والتجمعات السكانية، والمنشآت الحيوية، و الحافلات على الطرق في مناطق مختلفة، من دون أن ننسى أن وجهة أولئك الإرهابيين الأخرى هي الساحة الأوكرانية، للمس باستقرار وسلامة الأراضي الروسية، والمصالح الوطنية والقومية للمواطنين الروس.
موسكو سبق أن أكدت هذا الكلام.. بأن النظام الأوكراني يجند إرهابيين من تنظيم “داعش”، وتنظيمات أخرى في سورية بمساعدة الغرب، وصحيفة الإيكونوميست هي أيضاً أوضحت أن النظام الأوكراني وقع عقوداً مع إرهابيين مأجورين ومرتزقة، ليقاتلوا ضمن صفوفه مقابل 230 دولاراً شهرياً على أقل تقدير، وأن الخلاف الوحيد بين النظام الأوكراني، والإرهابيين المرتزقة، كان فقط لعدم وجود تاريخ محدد لانتهاء العقد بين الجانبين.
عاجلاً أم آجلاً، فإن الإدارة الأمريكية المارقة ستكتوي بأتون إرهابها المستعر، وستتذوق الكأس التفجيرية الموقوتة ذاتها التي أعدتها خصيصاً للدول صاحبة السيادة، والأنظمة المقاومة، ليس هذا فحسب، بل إن منتجاتها الإرهابية التكفيرية التي صنعتها مطابخها الاستخباراتية، ستعود إليها حكماً، وأول الغيث في كييف، والأيام القادمة ستؤكد المزيد.
حدث وتعليق – ريم صالح