من المثير للاهتمام والتساؤل, ومايلاحظه المتابع للحركة الثقافية عامة أن ثمة التفاتة مهمة نحو ثقافة الطفل بدأنا نتلمس بشائرها منذ معرض مكتبة الأسد حين قدمت الهيئة العامة السورية للكتاب واتحاد الكتاب العرب حسومات مرتفعة على المنشورات الموجهة للأطفال,
وهي بحق منشورات مهمة تقدم فكراً نيراً وتنمي الذائقة الجمالية, وقد شهدت إقبالاً منقطع النظير فشكلت دافعاً للحدث الذي تابعناه في الأمس القريب وهو المعرض الأول لكتاب الطفل الذي كان انطلاقة واثقة وحقيقية لكل ماهو جميل ومبدع…
في الأيام القادمة تستعد وزارة الثقافة لإطلاق احتفاليتها السنوية تحت عنوان «يوم الثقافة.. لارتقاء الإنسان» وهي تسعى لتقديم كل ماهو جديد ولافت ويرتقي إلى مستوى الإنسان السوري.. فنظرة إلى البرنامج الذي وضعته الوزارة ستدرك أنها جادّة في دعم الطفل السوري من خلال المعارض والمسرحيات التي ستعم المحافظات والتي سترسم الابتسامة والفائدة على وجوههم… ومصرّة أن تبعث من خلال النشاطات الثقافية والندوات الفكرية والأمسيات الأدبية رسائل مفادها بأن المشهد الثقافي السوري لم يتباطأ أو ينقطع بل هو مستمر بفعل التراكم المعرفي والثقافي الذي يشكله السوريون الذين لايعرفون التعب أو القنوط.
من هنا لابد من القول: إن وزارة الثقافة لم تأل جهداً في دعم الإنسان السوري فهو هدفها أولاً وآخراً وهي المؤمنة بأن المبدعين هم نسغ هذه الحياة وأفكارهم نورها وحضورها… وأن ماستقدمه يفترض بأن يكون لوحة ثقافية تليق بهذا المبدع وهذه الحضارة التي عمرها آلاف السنين.
يوم الثقافة يوم للسوريين, للإبداع, للكلمة الصادحة في سماء الوطن, للإنسانية التي ولدت من رحم هذه الأمة, وكلنا أمل أن نحقق مانصبو إليه والتنامي إلى حال أكثر غنى ونضوجا بالتعاون مع المخلصين للثقافة والمؤمنين بأنها الحصن الذي يحمينا ويحمي أبناءنا.
رؤيـــــــة
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 21-11-2018
الرقم: 16841