من جديد يلفتنا عنوان (قرض بقيمة 50ألف ليرة سورية) لكن هذه المرة باتجاه طلاب الجامعات والمعاهد الحكومية، فالهيئة العامة لصندوق التسليف الطلابي قررت منح 5آلاف طالب قرضاً شخصياً بقيمة 50 ألف ليرة على أن يتم تسديده تقسيطاً خلال عشرة أشهر وبعد التخرج بسنتين، وعلى ما يبدو أنه أيضاً من دون فوائد، أما مهلة التسجيل شهر كامل ابتداء من بعد غد.
ولعل هذه الخطوة المتداولة على أكثر من صعيد تسد شيئاً من أعباءالأسرة في هذه الأيام ،وهذا ما يذكرنا بقرض القرطاسية و المستلزمات المدرسية في أيلول الماضي و قروض وسلف أخرى حملت رقم الـ 50 ألف ليرة، واللافت الإقبال الذي يلاقيه هذا النوع من القروض الصغيرة الميسرة على حد قول أحدهم، ما يعني أن ثمة حاجة فعلية لهذا القرض الذي يوازي راتب شهر لمن حصل على سقف الراتب .
وهذا يعني أيضاً أنه ثمة لحظ حكومي و مجتمعي لوضع المواطن و تدني قدرته في مواجهة أعباء الحياة الأسرية ومحاولات نحو تدخل إيجابي قد تكون أثمرت في مكان ولم تجد في مكان آخر، وهنا نشير إلى الاهتمام الواضح أيضاً بالمشاريع الصغيرة و العمل على تمويلها حكومياً ليستفيد منها شريحة معينة من ذوي الدخل المحدود ولاسيما ما يتعلق بالزراعة والانتاج الزراعي، وقد تكون المشاريع والقروض الصغيرة والميسرة فكرة سليمة وخاصة فيما يتعلق بتأمين فرصة لعمل أو دخل إضافي للأسرة، لكن لابد من الإشارة إلى أن هناك شرائح أخرى في المجتمع وهناك حاجات مكررة يومية أو شهرية أو سنوية ما يجعل الأسرة الواحدة على موعد مع أكثر من قرض صغير وبالتالي مزيد من الاقتطاع على الراتب الشهري إن وجد .
بين الحلول ما هو مؤقت و إسعافي وهذا مهم وطبيعي في بعض الحالات؛ إلا أنه من الضروري ولعله من أولويات الحكومة في المرحلة القادمة ومع بداية عام جديد النظر باتجاه الحلول النهائية كي لا تتحول تلك الحلول إلى مجتزأة، وهذا يعني عودة إلى المشكلة و بالتالي تحرك جديد وتكاليف جديدة نحو حلها، مع علمنا أن ثمة أعباء وخطط مستقبلية ليست بالهينة تنتظر الحكومة للنهوض بواقع أنهكته الحرب على مدى سنوات .
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 30-11-2018
الرقم: 16849