الثورة – لينا شلهوب:
استهلّ طلاب التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية والثانوية المهنية أولى جلساتهم الامتحانية اليوم بمادة العلوم العامة، وسط إجراءات تنظيمية لضمان سير العملية الامتحانية بسلاسة ونزاهة، و أجواء اتسمت بالترقّب والجدية من قبل الطلاب، والتنظيم الدقيق من قبل الجهات المعنية في وزارة التربية، حيث توزّع المراقبون على المراكز الامتحانية منذ ساعات الصباح الأولى، ثم توزّع الطلاب على مراكزهم، بإشراف دقيق من الكوادر التربوية، التي حرصت على تأمين بيئة هادئة ومناسبة تساعد الطلبة على أداء امتحاناتهم بثقة وارتياح لتقديم أفضل ما لديهم.
شهدت مراكز الامتحان المنتشرة في مختلف المحافظات إقبالاً ملحوظاً من قبل الطلاب، الذين عبّر العديد منهم عن ارتياحهم النسبي لمستوى أسئلة مادة العلوم العامة، واصفين إياها بـ”المتوسطة الوضوح” و”المباشرة”، رغم تباين الآراء حول بعض الأسئلة التي تطلبت تفكيراً وتحليلاً عميقين.
ففي مدارس دمشق ومراكزها الامتحانية، بما في ذلك مناطق مثل المزة، البرامكة، الميدان، شهدت التزاماً واضحاً من الطلاب، وسط حضورٍ منظّم وإشرافٍ مباشر من المراقبين، فيما تم التأكيد على التقيد بالتعليمات الامتحانية وعدم استخدام أي وسيلة إلكترونية داخل القاعات.
وفي تصريح من مركز امتحاني في دمشق، قالت الطالبة رهف: “الأسئلة واضحة وتدربنا عليها خلال العام، وشعرت بالراحة لأن الأجواء داخل القاعة كانت هادئة، والمراقبون متعاونون.”
حسام من مركز في دويلعة أشار إلى أن الأسئلة كانت واضحة، لكن هناك بعض التفاصيل الدقيقة التي تطلبت تركيزاً شديداً، فيما قالت الطالبة ريم الجو داخل القاعة كان هادئاً والتنظيم ممتاز، وهذا ساعدني على التركيز.
وفي ريف دمشق، ومن مناطق في جرمانا، صحنايا، ودوما، لوحظ وجود أجواء هادئة داخل المراكز، مع تعاون واضح من الجهات المحلية التي ساهمت في تسهيل حركة الطلاب، لا سيما مع الازدحام المروري المعتاد، كما وفّرت بعض البلديات وسائل نقل خاصة لنقل الطلاب من المناطق البعيدة إلى مراكزهم الامتحانية.
ومن إحدى المركز في مدينة جرمانا، أشار الطالب محمد خليل إلى أن التنظيم كان دقيقاً، مضيفاً: “لم أواجه صعوبة، والامتحان عادل، ويحتاج تركيز، و كانت الأسئلة مباشرة وتعتمد على الفهم.”
تفاوتت آراء الطلاب حول المادة، إذ عبّر معظمهم عن ارتياحهم لمستوى الأسئلة، منوهين بأنها تميّزت بالشمولية، وارتكزت على مفردات المنهاج الدراسي، دون خروج عن المألوف أو تعقيد مبالغ فيه، ما أتاح للطلبة التعبير عن مستوياتهم الحقيقية، مشيرين إلى أن الأسئلة راعت الفروقات الفردية، فيما أظهر المراقبون تعاملاً إنسانياً ومسؤولاً، حيث راعوا الظروف النفسية للطلاب دون التهاون في تطبيق التعليمات الامتحانية، خصوصاً من تظهر عليهم علامات التوتر، مع الحرص على عدم الإخلال بمتطلبات الانضباط وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص.
كما لوحظ انضباط عالٍ في الحضور والتنظيم، إذ عبّر بعض أولياء الأمور عن ارتياحهم للأجواء العامة، آملين أن تمر الامتحانات دون مشكلات تذكر.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة التربية كانت قد أكدت في وقت سابق حرصها على توفير الأجواء المثالية للعملية الامتحانية، بالتعاون مع مختلف الجهات، من خلال تأمين وسائل النقل للمراقبين، وضمان الانضباط في المراكز، وتوفير الرعاية الصحية والخدمات اللازمة للطلبة، مشيرة إلى أنها اتخذت جميع الاستعدادات لضمان سير الامتحانات في جو من الهدوء والالتزام، بما في ذلك تجهيز القاعات، وتوفير الكوادر التعليمية، وتطبيق إجراءات مكافحة الغش، فيما كثفت جهودها خلال الأيام الماضية لتوفير الأجواء المثالية للعملية الامتحانية، بالتعاون مع الجهات المعنية، من خلال تأمين وسائل النقل للمراقبين، وتعزيز الرقابة في المراكز، وضمان توافر الخدمات الأساسية.
في المحصلة، تعكس هذه الأجواء التفاؤل بمستقبل تعليمي واعد، رغم كل التحديات التي تمر بها البلاد، وتُبرز إصرار الجيل الجديد على تحقيق طموحاته ومواصلة طريق العلم.