لم يعد يخفى على أحد أن أهم اسباب صمود سورية واستقلال قرارها على مدى سنوات طوال تمثل في أنها تأكل مما تزرع وتنتج مما تأكل ،إلا أن الحرب الكونية على سورية ساهمت في تخلخل هذه المعادل وخاصة أن المجموعات الإرهابية قد نفذت أوامر مشغليها في ضرب تلك المعادلة عبر استهداف منظومة تأمين القمح وتخزينه ناهيك عن خروج مساحات لا بأس من الأراضي المزروعة بالقمح رغم الإجراءات الاستثنائية التي كانت تتخذها الدولة لشراء المحاصيل من الفلاحين بما يصب في مصلحة المزارع والدولة على حد سواء.
اليوم ومع انتصارات أبطال الجيش العربي السوري وعودة أغلب الأراضي السورية للدولة ثمة عبء كبير على الجهات المعنية لإعادة معادلة الصمود كما كانت قبل الحرب وتنفيذ الشعار الذي أكد عليه رئيس مجلس الوزراء بإعادة زراعة كل شبر حرره الجيش العربي السوري ومن البديهي أن القمح على رأس الأولويات.
في هذا الاطار أكدت وزارة الزراعة أن مساحات القمح المزروعة تسجل أرقاماً مضاعفة فالمساحة المزروعة بمحصول القمح للموسم الزراعي 2018 ـ 2019 بلغت حتى الآن / 406 / آلاف هكتار بنسبة تنفيذ وصلت إلى 23 % من إجمالي المساحة الكلية المخططة وبزيادة قدرها 209 آلاف هكتار عن المساحة المزروعة في الموسم الزراعي الماضي 2017 ـ 2018.
كما أكدت أنه تم البدء بتوزيع 14 ألفاً و450 منحة إنتاجية مجانية من بذار القمح على الأسر الريفية المستهدفة في محافظات حماه وحلب والحسكة والرقة ودير الزور ومنطقة الغاب بمعدل 200 كيلو غرام من بذار القمح لكل أسرة، حيث تكفي المنحة الواحدة لزراعة مساحة تزيد عن 10 دونمات، وذلك بهدف رفع مستوى معيشة تلك الأسر التي تعيش في المناطق الريفية لتكون شريكا أساسيا فعالا ودائما في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولتثبيت هذه الأسر المتضررة في حقولها وأرضها وتشجيعها على الاستمرار في العمل الزراعي.
أعتقد أن ما تم اتخاذه من إجراءات جيد إلا أن الأمر بحاجة لأكثر من ذلك وليس على مستوى القمح لوحده إنما بالنسبة لمختلف المحاصيل الزراعية فتثبيت الفلاح في أرضه أمر ضروري واستراتيجي كما أنه يحقق قيمة مضافة للاقتصاد السوري ويصب في مصلحة الجميع بدءا من الفلاح ومرورا بالمستهلك وانتهاء بالدولة التي يجب أن تأكل مما تزرع.
باسل معلا
التاريخ: الجمعة 30-11-2018
الرقم: 16849