ليس عبثاً تفخيخ المشهد في الشمال بخروقات الإرهابيين الذين يمطرون أحياء حلب بقذائف حقدهم وغازات سمومهم ووضع العصي في عجلة اتفاق ادلب، فثمة صناع قرار إرهابي يقبعون في غرف الشر الغربي ما زالوا يراهنون على ومضة وهم قد تلوح في أفق اخفاقاتهم، خاصة بعد أن تبدى لهم بوضوح في أفق دمشق السياسي والعسكري أن ما استماتوا بكل مخططاتهم الشيطانية لمنع حدوثه قد حدث صافعاً وجوههم بانتصار نوعي للدولة السورية تكتيكاً وتفوقاً عسكرياً في ميادين المعارك وقوة واقتداراً نوعيين في خوض غمار السياسة في المؤتمرات التي تبحث في الشأن السوري، وأن ما لهثوا سابقاً ويستميتون الآن لكبح تقدمه من تحرير يستكمل بهمة أقوى وعزم متين من قبل الجيش العربي السوري.
وفي تفاصيل مشهد التصعيد العدواني الحالي من قبل أميركا وتركيا بالشمال والشرق السوريين نلحظ أن قطبي الإرهاب وبعد جردة حساب خاسرة قاموا بخلط ما تبقى من أوراق إرهابية بحوزتهم فوجدوا أنهم على مفارق طرق وانعطافات حادة في المشهد الميداني لن تودي بهم الا الى الهزيمة، فأحرقا بعضها لنفاد صلاحيتها التخريبية وأعادا تدوير إرهاب أخرى، فالمرحلة الحالية هي الأكثر أهمية في أفق الخلاص السوري الكامل من إرهاب شحذوا سكاكين إجرامه ضد السوريين لسنوات ثماني.
فتنادى محور العدوان في «فزعة» إرهابية للملمة خساراتهم فضرب الأمريكي على صدر عنجهيته المتورمة حد الانفصال عن واقع المتغيرات التي فرضتها سورية بقوة على طاولتي السياسة وفي وقائع الميدان، ولاذ التركي تحت تلال قش الاتفاق فمازال لديه مساحة احتيال على منابر آستنة، وغمز الفرنسي من قناة الكلور السام مشككاً بكل وقاحة في مصداقية البراهين التي كان أهالي حلب ضحاياها، أما الصهيوني فما عاد يعرف في أي تراب هزيمة يدفن رأس خيباته بعد تدحرج رؤوس مرتزقته بالجنوب إلى هاوية الخسارة والاستسلام وغيظه من كبح جماح اعتداءاته السافرة بعد تأمين الأجواء السورية.
لن توقف حلقات «الفزعة» الإرهابية التي يعقدونها على نية التعطيل ولا محاولات تسخين الجبهات ولا عواصف التضليل التي يثيرون غبار تعميتها من زعزعة قوة وثبات دمشق ولن تثنيها كل مؤامراتهم عن قرارات دحر الإرهاب وتحرير التراب السوري ،وما سيأتيهم في قادم الأيام من أنباء سيزيد من صدماتهم وسيذيقهم كأس الهزائم المرة.
لميس عودة
التاريخ: الجمعة 30-11-2018
الرقم: 16849