مرة أخرى تُحشر أميركا في خانة أكاذيبها لتظهر بوجه تدليسها وعربدتها الدميم على الملأ الدولي، فبعدما أرادت للعالم أن يحبس أنفاسه بانتظار نشوب حرب رمت كل حطب التهويل العدائي في أتونها، أطفأت روسيا نار أباطيلها وفقأت بمخرز البراهين الفقاعات الأميركية الغربية، وأسدلت الستار على مسرحية فاشلة سيئة الإخراج رغم دقة الحبكة الشيطانية التي تم تسويقها دعائياً في دور الإعلام الغربي المغرض.
انتهت “ساعة الصفر” التي حددتها واشنطن وفق تقويم دجلها ولم “تغزو” موسكو كييف حسب التوقيت الأميركي المضبوط على ساعات التجييش والتضليل الإعلامي التي تحترف أميركا أساليبه وفنون المراوغة فيه لوضع الخريطة الدولية على صفيح ساخن من توتر واضطراب.
ما جرى في الأيام الأخيرة الماضية وما تابعناه من تفاصيل تحشيد وكثافة ضخ أسلحة عسكرية لأوكرانيا تجاوزت الألفي طن، يوضح مأرب واشنطن بجر أوروبا مفتوحة العينين مقفلة البصيرة للمصيدة الأميركية لتسدد عنها فاتورة جنوحها الهيستيري للهيمنة والتسلط وعدائها لروسيا، وتحمّلها أثمان مغامرات الحماقة والعته السياسي والعسكري.
حتى اللحظة الراهنة ومن خلال ما نلاحظه من توتير للأجواء السياسية والدبلوماسية واعتماد سياسة التهديدات والتحشيد العسكري، ندرك أن بايدن وإن ناورسياسياً لا يرغب بإعادة العربة الأميركية إلى سكة الصواب الدولي ولا يريد كبح جماح رغبة واشنطن بالاستأثار بالهيمنة المنفلتة من عقال الضوابط الملزمة دولياً والتي أولى أولوياتها احترام سيادة الدول وأمن شعوبها واستقلالية قراراتها السيادية.
آن للكيل العالمي أن يطفح من فداحة التعديات الأميركية وللمجتمع الدولي أن يكسر قيود شلل فعاليته ومصادرة قراراته و يردع غوايات الهيمنة المنفلة من عقال المساءلة والتجريم، وإلا سيبقى العبث بأزرار السلم والاستقرار الدوليين طاغياً على المشهد العالمي، وسيبقى العالم كله على فوهة بركان جموح السطوة والتجبر الأميركي.
حدث وتعليق- لميس عودة