من قرع طبول الحرب والتجييش وجلس على حافة المشهد المتأجج متلذذاً بدخان الحرائق ونار الاقتتال ووضع أوروبا على صفيح لاهب ورمى بكل حطب التصعيد لتشتعل جبهات وتستعر معارك، فلن يطفئ نيران عبثه المتمددة على اتساع الرقعة الدولية، فواشنطن لن يروقها إخماد نار الانتهاكات من قبل كييف بمطافئ الحلول السياسية والدبلوماسية والضمانات المشروعة.
مجدداً يرمي بايدن كرة النار على جغرافية البحر الأسود ليشعل حرائق ويفتح بازارات رخيصة للمساومات على الحقوق الروسية المشروعة بصون أمنها الإستراتيجي، ويأمر الغرب التابع بوضع عصي العقوبات بعجلة الحلول، ويبدو أن بايدن الذي ادعى رتق عيوب سياسات البيت الأبيض، مدرك أن قاعدة التجبر الأميركية لا يمكن تطبيقها إلا بالسير على زجاج الحروب والأزمات.
فأميركا لن تقفل صندوق شرورها الذي ترسل منه أفاعي الإرهاب إلى جغرافيات العالم، ولن تقلم مخالب تدخلها السافر في شؤون الدول كما هو حالها بتأجيج نار الحرب الأوكرانية لتلغيم الحدود الروسية بمفخخات التهديد الأمني.
لن تفلح استعراضات أميركا وأذنابها البهلوانية على خشبة الادعاءات الباطلة بإخضاع موسكو لنهج التعسف العسكري والاقتصادي ولن تثنيها ترهات ساسة الغرب المنساقين بحبال التبعية عن حماية حدودها وحفظ أمنها من تهديدات آلة حرب الناتو.
من يراهن على أميركا سيسقط من غربال مصالحها ويقع بركلات تخليها الصادمة عند انتهاء أدواره الوظيفية، ومن ينتظر أن يرتوي من كؤوس عربدتها فسيقضي عطشاً، فروسيا رقم صعب في معادلة القوة العالمية، يصعب على واشنطن كسره أو تهميشه.
الرد الروسي الحازم على التعديات يرسل إشاراته لكل من يحاول الاصطياد في عكر الفوضى العدوانية في دونباس، إن الخرائط العالمية الجديدة لن ترسم بأقلام العنجهية الأميركية الأوروبية، فالأخطاء القاتلة تصنع نهايات خاسرة، وإن ثمة أقطاباً صعدت بقوة واتزان ستعدل اعوجاج الميزان العالمي وميلان كفته لقوى العربدة الدولية.
حدث وتعليق – لميس عودة