التسوق شطارة

ليس موضوعاً سطحياً ولا هامشياً الذي اخترته اليوم ليكون مادة مقالتي الأولى في هذه الزاوية التي يغنيها الزملاء بأفكارهم الخلاقة دوماً.

إنه التدبير المنزلي الذي غدا تدبير حياة بكل معنى الكلمة في مثل هذه الظروف الصعبة التي تأثر بها مواطننا وبلدنا بشكل حاد وقاهر أحيانا، حيث تقلصت خيارات التدبير الحياتي أمام الطيف الأوسع من الأسر، وبات التنازع واضحاً بين عادات الاستهلاك الباقية من زمن الرخاء والمتغيرات القاسية، تنازع يفترض أن يملي سلوكاً مختلفاً وجريئاً وواقعياً في النظرة إلى الأولويات وخيارات تأمينها، وخصوصاً أن انفلات الأسواق بات وصمة حقيقية ترخي بتبعاتها على الجميع، بما أن الجميع يشكو، لكن المواطن أو الأسر هي الخاسر الأكبر.

ربما يجب أن نقف مطولاً عند عادات التسوق والاستهلاك واختيار الأسواق المناسبة، بما أن التفاوت بالأسعار والفروقات الكبيرة بين متجر وآخر، أو سوق وأخرى هو العلامة الفارقة الجديدة، في ظل غياب قدرة الرقابة على فرض سعر موحد أو تطبيقات واقعية لسياسة التسعير المركزي، التي طالما ضمنت استقرار الأسواق وراحة المستهلك لردح طويل من الزمن.

الموضوع “ليس كيميا” كما يقال، فهناك أسواق الجملة حتى في أسواق المفرق يمكن أن يجد المستهلك السلعة ذاتها بيعاً أقل بنسبة 30 بالمئة بين متجر وآخر شريطة أن يكون جريئاً في التخلي عن خصلة الحرج من سمان الحي أو بائع الخضار المجاور الذي اطمأن لاستسلام القربى أو الجيرة أو العرف الاجتماعي واستبقتهم أسرى تسوق لديه.

حتى الصيدلية وسوق الدواء، التي كانت منضبطة وعهدناها كذلك لعقود طويلة من الزمن، باتت كما أي سوبر ماركت تقتنص الزبون -المريض كفرصة لن تتكرر… فمن يصدق أن الفرق في سعر النوع ذاته من الدواء بذات الاسم التجاري والشركة المنتجة يصل إلى 10 آلاف ليرة سورية.

فما الذي يجبر الشاري على البقاء في خانة زبائن مثل هذه الصيدلية إلا استسلام لعادة أو مجاملة، بما أن بعض الباعة “دواء وسلع استهلاكية” يعاتب زبونه إذا تسوق من صيدلية ومتجر آخر، بل ربما يقاطعه.

ليس عيباً أن نترك ونقلع عن طباعنا التراحمية من طرف واحد، فهذا مقتضى الظرف، بل مقتضى المنطق في مثل ظروفنا هذه أو حتى في أوقات الرخاء والبحبوحة.

لو أحسن معظمنا الاختيار لكان الوفر في إنفاقه الشهري يصل إلى 30 إلى 40 بالمئة وهو وفر ليس بالقليل إن عكسناه على شكل مبلغ نقدي لشريحة واسعة في مجتمعنا ولاسيما شريحة الموظفين.

قديما قيل التجارة شطارة، ونحن نقول اليوم التسوق بات هو الشطارة الحقيقية.

أروقة محلية- نهى علي

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة