الثورة- هراير جوانيان:
كتب نادي ستراسبورغ صفحة جديدة في تاريخه، بتشكيلة شابة بالكامل من جيل الألفية الجديدة، خلال المباراة التي جمعته بنادي ميتز، في الجولة الافتتاحية من الدوري الفرنسي لكرة القدم، فقد اختار المدرب الإنكليزي ليام روسينيور الاعتماد على (11) لاعباً لا يتجاوز عمر أيٍّ منهم (25) عاماً، في رهان جريء أثبت نجاحه بعدما حسم الفريق اللقاء(1-0).
ويُعد هذا الإنجاز سابقة في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، إذ لم يسبق لأي فريق أن اعتمد تشكيلة أساسية تتكوّن حصراً من لاعبين بهذه الفئة العمرية.
وأكدت مجلة ليكيب الفرنسية، أن قرار المدرب كان فريداً من نوعه، وأن الثقة التي منحها للاعبين غير مسبوقة، فعلى سبيل المثال، لم يتجاوز عمر قائد الفريق إيمانويل إيميغا (22 عاماً) فيما شارك الإنكليزي صامويل آمو أميوا أساسياً في المواجهة وهو لم يتخطَّ (19) عاماً، ويُذكر أن اللاعب الشاب قَدِم من الدوري الإنكليزي، على غرار عدد من زملائه في ستراسبورغ، الذين انتقلوا من تشيلسي وساوثهامبتون بحثاً عن فرصة لإبراز موهبتهم، كما ضمّت التشكيلة الأساسية لاعباً عربياً هو المغربي سمير المرابط (19 عاماً)، الذي نشأ في أكاديمية ستراسبورغ منذ فئة أقل من (19) عاماً، قبل أن يشق طريقه سريعاً نحو الفريق الأول في غضون سنتين فقط،ويعكس هذا المسار موهبته الكبيرة وطموحه لبلوغ أعلى المستويات، فيما قد يشكّل اللعب لستراسبورغ محطة أولى على طريق الانتقال إلى أحد الأندية الأوروبية الكبرى.
بهذا المشهد الاستثنائي، يفتح ستراسبورغ صفحة جديدة في تاريخ الدوري الفرنسي، ويمنح نموذجاً نادراً في الدوريات الخمسة الكبرى، حيث يتحول الرهان على الشباب إلى خيار استراتيجي ناجح، وبينما تُسلط الأضواء على موهبة الأسماء الصاعدة وطموحاتها الكبيرة، يبقى السؤال مطروحاً: هل يشكّل هذا النهج الجريء بداية مشروع طويل الأمد قادر على صناعة جيل ذهبي يقود النادي نحو مكانة أكبر في خريطة الكرة الأوروبية؟