الكل كان يسأل، والكل هنا كل السوريين الذين عرفوا بتعلقهم بوطنهم وبكل شيء يعني لهم سورية الوطن ..الأم..كل شيء، الكل كان يسأل عن مباراة منتخبنا الأول مع نظيره الفلسطيني التي جرت أمس، سألوا عن الموعد والتوقعات وكل ما يمكن أن يخطر على بال، أقول الكل كان يسأل، ولا أعني هنا المهتمين وعشاق كرة القدم، بل الصبايا والنساء والكبار الذين لم نعتد منهم الاهتمام بكرة القدم أو بالرياضة في الأساس، لكنهم اليوم يهتمون وبشدة، فمنتخب نسور قاسيون ليس مجرد فريق كرة القدم، ومباراتنا مع منتخب فلسطين وغيرها ليست مجرد مباراة كرة قدم نشجع فيها فريقاً ليفوز في نهاية المطاف، بل الأمر أكبر من ذلك بكثير، لقد تجاوز الأمر حدود الرياضة، إنه يتعلق بمنتخب يحمل اسم وطن عشقناه حتى صار أغنية على كل لسان، وإذا ما فاز منتخبنا إن شاء الله بالكأس القارية وهذا ممكن ومتوقع لأسباب مختلفة، حينها لن نفرح لأن منتخبنا فاز بمباراة أو كأس، بل لأن سورية هي التي انتصرت، ولا أدري ِلمَ أشعر – وأتمنى أن تصدق هذه الأحاسيس- أن منتخبنا سيفوز بالكأس يوم الأول من شباط القادم، ليتوج مباراة سورية الكبرى، المباراة المعركة ضد الإرهاب وأعوانه، وليكون الفوز باللقب بمثابة إعلان النصر على كل المستويات.
التفاف السوريين خلف منتخبهم وبهذه الصورة المدهشة للعالم أمر طبيعي بالنسبة لنا، ولعل الصورة التي شاهدناها بالأمس في ملعب الشارقة الذي احتضن مباراتنا مع المنتخب الفلسطيني، حيث أقبل السوريون من أبناء الجالية هناك بعد أن استنفروا منذ أسابيع ليرسموا لوحة وطنية رائعة، هذه الصورة خير تعبير، بل هي تختصر كل الكلام عن بلد لا يمكن لمؤامرة مهما بلغت شدتها وحجمها أن يقع، بل كان عنوان الصمود والإرادة والبطولة.. فهنيئاً لنا بسورية.
هشام اللحام
التاريخ: الاثنين 7-1-2019
الرقم: 16878