من نبض الحدث.. أميركا تبازر بورقة الإرهاب.. تنفخ في رماد داعش وترمم تصدع أدواتها!!

مع اقتراب النصر النهائي على الإرهاب وداعميه، تلعب واشنطن بأوراقها الإرهابية الأخيرة، وكعادتها تلجأ في كل مرة تتعثر فيها خططها الاستعمارية، لإعادة إنتاج أذرعها الإرهابية مجددا، رغم عجز تلك الأوراق عن تحقيق أجندات واشنطن، والمبازرة اليوم بقرار انسحاب القوات الأميركية المحتلة، والالتفاف المتعمد على ذاك القرار، تشير إلى أن أميركا ليست بوارد التخلي عن أدواتها الإرهابية، وداعش يمثل إحدى الركائز الأساسية التي تستند عليها السياسة الأميركية اليوم.
أميركا وبإعلان قرار انسحابها المؤجل، تعمد لاستراتيجية جديدة تقوم على إعادة النفخ بروح داعش وإحيائه في شرق الفرات، وثمة تنسيق واضح مع نظام أردوغان بهذا الشأن، حسب العديد من التقارير الإعلامية والاستخباراتية، التي أشارت إلى أن هدف واشنطن مساعدة التنظيم على التمدد مجددا على طول الحدود السورية العراقية لقطع عملية التواصل بين البلدين، وهذا ما يفسره أيضا تأكيد مسؤول كبير في إدارة ترامب أن واشنطن لن تسحب قواتها المحتلة من التنف، وهذا يعني أن أميركا ورغم فشل مشروعها تسعى للتعويض بمكاسب سياسية، عبر الاحتفاظ بالورقة الداعشية كوسيلة ضغط وابتزاز.
شركاء واشنطن في الإرهاب لا يزالون تحت تأثير صدمة قرار الانسحاب الأميركي، خاصة وأنهم يعولون على الحصول على بعض المكاسب مما يخلفها الفتات الأميركي لهم، فالكثير من الدول المشاركة في «التحالف الأميركي» الذي يضاعف مجازره بحق المدنيين اليوم، مستاؤون من القرار الأميركي، ما حدا بالبيت الأبيض إلى طمأنة أولئك الشركاء بأن أميركا لا تزال تراهن على العكاز الإرهابي، وأنها بصدد عقد مؤتمر لدول «التحالف» في السابع من شباط القادم لتدوير زوايا الانسحاب المزعوم، وبالطبع سيتم خلال المؤتمر تقديم الوعود لشركاء الإرهاب بالحصول على «المكافآت» المناسبة لكل دولة، حسب مشاركتها بدعم الإرهاب تحت مسمى «محاربة داعش»، ولا سيما أن التحالف سيء الصيت لم يحارب يوما التنظيم الإرهابي، وإنما كان يوجه نيران حقده باتجاه المدنيين لدفعهم على ترك منازلهم وإخلاء الساحة لداعش وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تدور في فلكه.
نظام أردوغان يلعب دائما على الوتر الأميركي، رغم ادعائه في بعض الأحيان أنه على خلاف معه، فيصعد من تهديده بشن عدوان جديد شرق الفرات، والهدف ليس «قسد» كما يدعي، وإنما الإشراف على عملية تمدد داعش كما يريد الأميركي، وفي الوقت ذاته يعطي إرهابييه في ادلب الوقت الكافي لتعزيز مواقعهم وتحصيناتهم لمهاجمة مواقع الجيش العربي السوري، بعد أن يعلن رسميا التملص من اتفاق سوتشي، الذي لم ينفذ حتى اليوم أي التزام تجاه مضامين هذا الاتفاق.
أقطاب منظومة العدوان يتجاهلون عدد المرات التي فشلت فيها تنظيماتهم الإرهابية في تحقيق أهدافهم العدوانية، ويصارعون من أجل منع أي حل سياسي، ولكنهم سيكونون مجبرين قريبا على التسليم بالأمر الواقع لجهة انتصار الدولة السورية، فتنظيماتهم الإرهابية التي تنهش بعضها بعضاً اليوم لن تدوم طويلاً، والمهل الزمنية التي تعطيها الدولة السورية للإرهابيين وداعميهم حقنا للدماء لن تكون إلى ما لا نهاية، فاستعادة كل شبر من يد الإرهاب، ومن يد كل قوة غازية محتلة، قرار سوري لا رجعة عنه.
كتب ناصر منذر
التاريخ: الأحد 6-1-2019
الرقم: 16877

 

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم