في طريق عودتي من عملي، ظهر أمس، التقيت طفلة لا يتجاوز عمرها الخامسة، قرب بناء سكني ، تبكي وهي ترتجف من البرد، وفي يديها بعض الأشياء.
اقتربت منها وسألتها: لم تبكين، أين بيتكم؟ أجابتني بأن قطة في مدخل البناء تخاف منها، أمسكتها من يدها وحاولت إبعاد الخوف من داخلها ما أمكن ، وقلت لها إن القطة هي أيضا تشعر بالبرد ولجأت إلى الدرج لتحتمي، أوصلتها إلى بيتها في قبو البناء، وهو فعلا مخيف من شدة العتمة في عز النهار، والكهرباء مقطوعة، عندما فتحت الام الباب لم تبد مشغولة على طفلتها، سألتها لم تنظرين هذه ابنتك ، أنها خائفة وترتجف من البرد، لم سمحت لها بالخروج دون سترة، أجابتني إنها كانت مشغولة وإنها بحاجة لبعض الأشياء من الدكان المجاور فأرسلت ابنتها لإحضارها.
والسؤال، أين الاهتمام بالأبناء؟ وأين الخوف على هذه الطفلة من العتمة والبرد وخطر السيارات في الشارع، ألا يحتاج الآباء إلى توعية بطريقة التعامل مع أبنائهم، توعية من الأهل وفي الإعلام؟!.
إن هذه الطفلة تملك سترة، لكن والدتها منشغلة عنها ولم تلبسها إياها، وكان يمكنها أن تفتح الباب وتنتظرها، أو تشعل مصباحاً ، أو تلاحظ تأخرها، لكن الإهمال منعها، والإهمال سببه عدم الوعي، بأهمية العناية بكل ما يخص الأبناء، وألا نعرضهم للمخاطر .
إن الأبوة ليست إنجاباً وتأمين طعام ولباس، وإنما رعاية وتأمين الحماية والحنان والتنشئة السليمة.
لينا ديوب
التاريخ: الثلاثاء 8-1-2019
الرقم: 16879