بين مفهومي البداية الجديدة والفرصة الأخيرة يتأرجح ما تمثله مباراة منتخبنا الكروي الأول أمام نظيره الأردني التي تقام اليوم لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لنهائيات كأس آسيا التي تستضيفها حالياً الإمارات.
هي بداية جديدة لأن البداية الفعلية لمنتخبنا التي كانت في الجولة الأولى أمام المنتخب الفلسطيني لم تكن كما يشتهي ويريد عشاق المنتخب وجمهوره، باعتبار المواجهة مع المنتخب الفلسطيني انتهت إلى التعادل السلبي، وهي فرصة أخيرة لأن أي تعثر جديد أمام المنتخب الأردني سواء بالتعادل أم الخسارة سيقلص من حظوظ منتخبنا كثيراً في بلوغ الدور الثاني لأول مرة في تاريخ مشاركاته في النهائيات الآسيوية، وبالتالي سينهي أحلامنا بتسجيل مشاركة استثنائية يصل فيها منتخبنا إلى أدوار متقدمة من البطولة، كما وعد القائمون على كرتنا وفي مقدمتهم رئيس اتحاد الكرة فادي الدباس.
وسواء اعتبرنا مباراة اليوم بداية جديدة أو فرصة أخيرة، فإن المفهوم الثابت فيما يخص هذه المواجهة هو أنها في غاية الأهمية باعتبارها ستحدد طبيعة وماهية ما يمكن لنسور قاسيون تحقيقه في المونديال الآسيوي، وبالتالي ستضعنا نتيجتها أمام مصداقية ما تم تحقيقه خلال الفترة الماضية.
طبعاً الخسارة أو التعادل مجدداً (وهو ما لا نتمناه) ستعني بشكل شبه أكيد أن ما سجله منتخبنا من نتائج خلال الدور الحاسم من التصفيات المونديالية كان طفرة، وعلى ذلك سنعود لسكة الإخفاقات المتلاحقة والمتكررة، بينما سيعني الفوز في ديربي بلاد الشام (كما أطلق كثيرون على المواجهة) أن منتخبنا قادر فعلاً على المنافسة، وهو قبل كل شيء متمكن من مسألة التحكم في مصيره وهذه هي سمة المنتخبات الكبيرة التي يكون لها نوايا المنافسة على لقب أي بطولة تدخل في غمارها.
وفقاً لما سبق فنحن أمام مواجهة مصيرية بكل معنى الكلمة لأنها وباختصار شديد ستؤكد وجودنا ضمن منتخبات الصفوة، أو ستعيدنا لحالة الشك وللتساؤلات المقلقة التي نحن في غنى كامل عن الدخول في متاهتها وفي غنى عن الانزلاق إلى دوامتها.
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 10-1-2019
الرقم: 16881