مواقف الرئيس الأمريكي المتناقضة بخصوص تبعات وتداعيات الانسحاب المعلن لقواته من سورية تأتي من باب المراوغة المعهودة لكنها لا تخلو من هزيمته التاريخية أمام ميزان القوى الذي فرضه انتصار سورية وحلفائها في المنطقة ليكون العامل الحاسم في صناعة القرار على الأرض والاستمرار في احباط كل مخططات كيان الاحتلال.
ولهذا تأتي الزيارات المكوكية لجون بولتون ومايك بومبيو الى المنطقة بهدف طمأنة الحليف الصهيوني بحماية أمنه كون بولتون ليس معنيا بالمصالح الصهيونية وحسب بل لكونه أكثر تشددا منهم لا سيما قبيل الانتخابات المبكرة للكنيست وما تشكله من أهمية لنتنياهو.
والأهم في المحاولة اليائسة لاحتواء انتصار سورية والتكيف مع هذا الانجاز والعمل وفق تداعياته على المشروع الأمريكي وأدواته ها هو وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يسارع الى تجنيد حلفاء أميركا للانفتاح على سورية وإعادة العلاقات في محاولة منه لتحقيق الهدف الأمريكي في افشال مشروع المحور المقاوم, متناسيا أن الدولة السورية تعي كل هذه التكتيكات والخطط الأمريكية المحكومة بالفشل وحجم الهزيمة التي لحقت بمشروعها.
لهذا تعمد ادارة ترامب الى حرف الأنظار عن الهزيمة المدوية في سورية باتجاه العودة الى صبّ جام عدائها نحو ايران بعد أن فشلت في فك عرى التحالف الايراني السوري لا سيما في ميدان القتال ضد مجموعاتهم التكفيرية , ناهيك عن اجهاض حلم ترامب بتحقيق السلام عبر القوة وهو الأمر الذي دفعه الى البحث عن استراتيجية تمكنه من اعادة خلط الأوراق والالتفاف على الانتصار السوري الذي دمّر نظرية القطب الواحد وسيكون مؤسسا لنظام اقليمي ودولي جديد.
لا شك أن الخطط الامريكية لاحتواء الهزيمة في سورية تهدف الى محاولة منع تعزيز المقاومة والمخاوف من محاصرة الكيان العنصري وإضعاف الدول الرجعية وهو ما يشكل خطرا غير مسبوق على الوجود الاستعماري .
لكن المؤكد أن سورية وحلفاءها يدركون مرامي الأبعاد والأهداف من وراء زيارة بولتون وبومبيو ويعون كيف تجهض مرامي هذه الخطط , لهذا فإن سورية التي علمت العالم معنى الصمود والانتصار تدرك كيف تعيد البناء وتحصن استقلالها وقرارها الوطني لتصبح أكثر قوة ومنعة.
حدث وتعليق
عائدة عم علي
التاريخ: الاحد 13-1-2019
رقم العدد : 16883
السابق